*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (16)
*سؤال رقم (1): من البحرين*
ما الحلّ مع الفتيات اللّاتي يتبرّجن بمفاتنهنّ حين الخروج من المنزل؟
لقد أصبحن ألعوبةً بيد الشباب الذين ألهتْهم الشهوات ونسوا حساب الآخرة وقضايا المجتمع والأمّة والمستقبل.
يعيشون الضياع بشتّىٰ أنواعه في المجمّعات والأسواق والحدائق وحتى المدارس، وأمّا المدارس الخاصّة والجامعات فقد صرنا نرىٰ المهزلة في التسابُق نحو الفساد وتكاد العلاقات المحرَّمة بين الشباب والشابات مكشوفةً بلا أدنىٰ حياء.
وهل آباؤهم وأمّهاتهم لا يعلمون بذلك أم يعلمون وماتت ضمائرهم بعد موت دينهم؟
شيخنا العزيز: ما الذي يحدث في مجتمعاتنا؟ وكيف نتصرّف للحلّ؟
*الجواب:*
هؤلاء كلّهم يحملون جنازة ضميرهم في داخلهم بعد أن فرغوا من تشييع جنازة دينهم!!
وهم الذين تنبّأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنهم يوم قال لأصحابه: “كيف بِكُم إذا فسَدَتْ نساؤكم وفَسَقَ شبابُكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تَنْهَوا عن المنكر؟!
فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟!
فقال: نعم وشرٌّ من ذلك، فكيف بكم إذا أمرتُم بالمنكر ونهيتُم عن المعروف؟!
فقيل: له يا رسول الله ويكون ذلك؟!
فقال: نعم وشرٌّ من ذلك. فكيف بكم إذا رأيتُم المعروف منكراً، والمنكر معروفًا…”.
منذ ظهرت أنياب الإستعمار ومخالبه في بلاد المسلمين بحثًا عن النفط وموارد الطاقة برزت معها ظاهرة الفساد والإفساد، وفي العقود الثلاثة الأخيرة زادت في الإنتشار عبر الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي لإلهاء هذا الجيل عن مشاريع المستعمرين.
وبينما يذهب البعض نحو الدعاء كحلٍّ منحصرٍ به فقد ذهب الإمام علي (عليه السلام) إلى القول بوجوب حلّ هو الأساس، فقال: “لا تَتْرُكوا الأمرَ بالمعروفِ والنّهيَ عن المُنكرِ فيُولّىٰ عليكُم شِرارُكُم ثُمّ تَدعُونَ فلا يُستَجابُ لكُم”.
ولو كان العقلاء ينهون عن منكرٍ فَعَلَه الجهلاء الجريئون لما تمدّد المنكر بين الناس. يقول النبيّ الكريم (صلى الله عليه وآله): “لا تَزالُ أمّتي بخيرٍ ما أمَرُوا بالمعروف، ونَهَوْا عن المنكر، وتَعاوَنُوا على البرِّ، فإذا لم يفعلوا ذلك نُزِعَتْ منهم البركات، وسُلِّطَ بعضُهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السّماء”.
فلابد من إحياء ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي قال عنها الإمام الباقر (عليه السلام): “إنّ الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر سبيلُ الأنبياء، ومنهاجُ الصّلحاء، فريضةٌ عظيمةٌ بها تُقام الفرائض، وتَأمَن المذاهب، وتُحَلّ المكاسب وتُرَدّ المظالم، وتُعَمَّر الأرض، ويُنتصَف من الأعداء، ويَستَقيم الأمر”.
ولكن بشرطين:
أ- معرفة المعروف ومعرفة المنكر.
ب- البحث عن أفضل الأساليب الأدائيّة لضمان النجاح والثمرة المَرجُوّة.
*سؤال رقم (2): من أمريكا*
موﻻنا.. عندي صديق يدرس في أمريكا يريد أن يعمل مُحاسِبًا بعض وقته في محلّ بيع الأشياء العامّة بما فيها خمور. فحينما يضع المشتري الخمر أمامه ليحسب سعره إلى جانب أشياء محلَّلة، هل له يجوز ذلك؟
*الجواب:*
يجوز له العمل بعيدًا عن الخمر بيعًا وحملًا وتعاملًا.. فلا للإقتراب نحو أيّ شيءٍ متصلٍ بهذا الحرام المشدَّد عليه في الإسلام. وعمل المحاسب يعني أنّ الخمر يمرّ تحت يده ويستلم سعره، وهذا لا يجوز بالتأكيد. فليطلب مجالًا آخر للعمل ولو في نفس المحل.
*سؤال رقم (3): من البحرين*
أريد السفر إلى الحجّ.. وماذا عن خمس مالي؟ حيث أنّ مبلغ الحجّ نصفه من قرض ونصفه جمعتُه من نفسي.
فهل أخمّس أشيائي غير المستخدمة أيضًا؟
مع العلم أن وضعي المالي ليس جيّدًا وليس لي رأس سنة للخمس من قبل. وأنا كنتُ في السنوات الماضية مستطيعًا ماليًّا ولم أذهب للحجّ؟
*الجواب:*
• یجب علی مَن استقرّ علیه الحجّ أن یحجّ ولو بالإقتراض.
• ویجب تخمیس ما جمعتَه لنفسك، وأمّا ما أخذتَه من القرض فلا خمس فيه.
• كما يجب تخميس الأشياء غير المستخدمة، ويكون یوم تخمیسك هو رأس سنتك الخُمسيّة.
• ولتخفيف الخمس ومراعاة وضعك المادي والمصالحة الشرعيّة يمكنك شرح حالك لوكيل مرجعك وهو ذو صلاحية في تطبيق هذه الآية الكريمة معك: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
*سؤال رقم (4): من البحرين*
زوجي بَذَلَ لي مالًا كي أحجّ وهو ممن لا يخمّس.. فهل يجب عليّ تخميس هذا المال المبذول؟ علمًا أنّي لو خمّستُه تنقص عندي تكاليف سفر الحجّ.
*الجواب:*
بإمكانكِ أن تؤجِّلي الخمس حتى رجوعك من الحجّ.. وهذا بالتنسيق مع وكيل المرجع الذي تقلِّدينه.
*سؤال رقم (5): من الإمارات*
لما بعتُ سيّارتي سألني المشتري عنها هل هي سالمة؟ فقلتُ له إنها سالمة.. بينما كان فيها صوت خفيف ولم أعرف من أين.. فاشتراها، والآن ضميري يعذِّبني؟
*الجواب:*
إتصِلْ به واسأله هل أنت راضٍ من السيارة.. فإنْ قال إنها معيوبة، قل له إنك مستعدٌّ لتصليحها أو إرجاع ثمنها واستلامها منه. فإنْ أجابك أنه راضٍ من المعاملة فقد كفاك جوابُه في براءة ذمّتِك إن شاء الله.
*سؤال رقم (6): البحرين*
هل يشعر الإنسان بقُرب أجله؟ وهل هناك علامات يراها قبل موته مثل رؤياي بأنّي دخلتُ الجنة فرحًا ضاحكًا وكنتُ كل ما أطلبه يعطيني الله تعالى؟
*الجواب:*
كما ورد في أحاديث النبيّ وأهل بيته (عليه وعليهم الصلاة والسلام).. نعم يشعر المؤمن بموته حسب درجة إيمانه، ويرىٰ علامات رحيله إمّا في المنام أو بالإلهام أو لقاء الإمام وما شابه ذلك. وأمّا عن رؤياك فرغم أنّي لا علم لي بتفسير الأحلام لكنّها واضحة في التعبير عن أربعة بشائر تتقدّم إليك إذا واظبتَ على استقامتك في طاعة الله:
1- سعادة وأمان..
(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
2- فوز في الدنيا والآخرة..
(فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
3- رضا الله سبحانه عن صاحبها..
(ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً).
4- نجاح سيتحقّق في حياتك بإذن الله وستتوفق لترك الدنيا وعدم الإعتناء بها إن شاء الله..
(فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).
*سؤال رقم (7): من سلطنة عمان*
شابٌّ ذهب إلى العمرة ولم يَطُف طواف النساء، ثم رجع إلى بلده، وحملتْ منه زوجتُه.. فما حكم علاقته بزوجته وما حكم مولودهما؟
*الجواب:*
تُحرَم عليه المعاشرة الزوجيّة سواءً مع زوجته هذه أو غيرها بعد العلم بتركه طواف النساء، وذلك إلى أن يعود هو بنفسه ويطوف ويصلّي ركعتَيْ طواف النساء أو أن ينيب مَن يطوف عنه ويصلّي. وأما المولود فهو إبن حلال.
*سؤال رقم (8): من السعودية*
هل يجب ردّ السلام الذي يأتي من الواتساب أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي؟
*الجواب:*
ﻻ يجب الردّ في فرض السؤال. ولكن إذا أمكنكم فذلك من رفيع الذّوق والذّوق الرّفيع.
ونلتقي في الجمعة القادمة بإذن الله