*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (9)
*سؤال رقم (1): من كندا*
ما رأيكم في العلمانيّة وما موقفكم من العلمانيّين؟
*الجواب*
العلمانيّة فكرة غربيّة ترتكز على فصل الدّين عن شؤون الحياة العامّة، وقد نشأتْ من ردّة فعل الأوروبيّين ضدّ حكم الكنيسة في القرون الوسطى، ثم انتقلت الفكرة إلى المسلمين عبر الإستعمار الغربي في وسائل إعلامهم ومناهج التعليم والجامعات. فالتقطها أكثر المثقفين المسلمين الذين كانوا يجهلون دين الإسلام ويعيشون ردّة فعل تجاه مجتمعاتهم المتخلّفة. فتوارث هؤلاء ثقافة الفصل بين دين الإسلام الحقيقي وبين الحكم والسياسة والحياة المدنيّة. فصار العلمانيّون في الشّرق مثل العلمانيّين في الغرب يسيرون متحرّرين عن تعاليم الدّين المزيّف والدّين الأصيل معًا. ينطبق عليهم قول الامام علي (عليه السلام): “النّاسُ أعداءُ ما جَهِلوا”.
وازدادوا نفورًا من دين الإسلام لما صَنَع المستعمرون إسلامًا دمويًّا، فلم يَكَد الجيل الجديد من العلمانيّين يميّز بين هذه النسخة المزيّفة وبين الإسلام الأصيل الذي ضاع بين جدل القال والقيل.
نحن حيث عرفنا الإسلام من منبعه الصّافي (القرآن والعترة) ترانا من الطبيعي نعرف حقيقة اللّعبة وجذور المؤامرة، فليس من العقل أن نترك ما قاله الله خالق الكون والبشر.. الرّازق القادر الذي بيده كلّ شيء.. وهو العالم بما يحتاجه الإنسان من تشريعات وأحكام.. نتركها ونذهب إلى فكرة المخلوق الضائع الضعيف الذي دمّر حياة البشريّة بفلسفته الوضعيّة.. تارةً بالشيوعيّة وتارةً أخرى بالرأسماليّة أو تارةً ثالثة بالإشتراكيّة وما أشبه ذلك من البدائل الزائفة عن الإسلام الحقيقي.
وأما موقفنا العملي من العلمانيّين فهو السّيْر على ثلاث خطوط:
• أ- مَن يحارب الدّين منهم، سنحاربه بالطريقة التي يحاربنا وحسب وُسْعِنا.
• ب- مَن يحترم خيارنا الحُرّ، سنحترم خياره الحُرّ.
• ج- مَن لا يشكّل لنا رقمًا.. فهو في وادٍ ونحن في واد.
*سؤال رقم (2): من البحرين*
شيخنا العزيز.. أنا أعرف فتاة جميلة وفاتنة جدًّا.. عمرها حدود 15 تضع صورها الخليعة في الفيسبوك.. ولها علاقة مع شابٍّ من غير مذهبنا.. بماذا تنصحني في التعامل معها وهي جارتنا وأخشى أن تؤثِّر على أخواتي؟!
*الجواب*
خُذ مِن المقترحات التالية ما يناسبك:
1/ إرسل لها فتاةً ملتزمة قويّة الشخصية مقاربة لعمرها كي تتصادق معها وتنصحها بالتدريج.
2/ إذا لم تتأثّر أخبِر والدَيْها بطريقة مهذَّبة أو أخبِر شخصًا ذا حكمة ليتكلّم معهما عن واقع إبنتهما وما يترتّب على انحرافها من إستغلالٍ لها وتشويهٍ لسمعة أهلها ونشر الفساد بين جيرانها.
3/ تَقدَّم أنت إلى أهلها للزواج منها.. وإذا كنتَ متزوِّجًا إقترحها لمن تراه مناسبًا لها وأنت تستر عليها.
4/ حاوِل عبر وسيطةٍ من محارمك مثلًا أن توصل إليها كتيّبًا أو شريط محاضرة أو مقاطع فيديو حول العفّة وقصص ذات عبرة في عاقبة المخدوعات وما يتعلّق بالموت والقبر والنار.
5/ أقترح أن تكتب إليها هذه الرواية وتضعها في ظرف وترميها في صندوق بريد منزلها مع كتابة ملاحظة أنك تعرف عن قبيح سرّها. فلعلّها تستفيق من الخطر الذي يحيطها فتكون أنت السبب لإنقاذها طول العمر.
قال علي أميرالمؤمنين (عليه السلام):
“دخلتُ أنا وفاطمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدتُه يبكي بكاء شديدًا، فقلتُ: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ فقال: يا عليّ ليلة أُسرِيَ بي إلى السّماء رأيتُ نساءً من نساء أمّتي في عذابٍ شديد، فأنكرتُ شأنهنّ فبكيتُ لما رأيتُ من شدّة عذابهنّ.
رأيتُ امرأةً معلَّقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، ورأيتُ امرأةً معلَّقة بلسانها والحميم يصبّ في حلقها، ورأيتُ امرأةً معلَّقة بثديَيْها، ورأيتُ امرأةً تأكل لحم جسدها والنار توقد مِن تحتها، ورأيتُ امرأةً قد شُدّ رجلاها إلى يدَيها وقد سُلِّط عليها الحيّاتٌ والعقارب، ورأيتَ امرأةً صمّاء عمياء خرساء في تابوت مِن نار يخرج دماغ رأسها مِن مَنخرِها وبدنها متقطّع مِن الجذام والبرص، ورأيتُ امرأةً معلَّقة برجلَيْها في تَنّورٍ مِن نار، ورأيتُ امرأةً يُقطَع لحم جسدها مِن مُقدَّمها ومُؤخَّرها بمقاريض من نار. ورأيتُ امرأةً يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها، ورأيتُ امرأةً رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار وعليها ألف ألف لونٍ من العذاب، ورأيتُ امرأةً على صورة الكلب والنار تدخل في دُبُرها وتخرج مِن فيها والملائكةُ يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار.
فقالت فاطمة (عليها السلام): حبيبي وقُرّة عيني أخبِرني ما كان عملهنّ وسيرتهنّ حتى وَضَعَ الله عليهن هذا العذاب؟
فقال: يا بُنَيَّتي أما المعلَّقة بشعرها فإنها كانت لا تغطّي شعرها مِن الرّجال. وأما المعلَّقة بلسانها فإنها كانت تُؤذي زوجها، وأما المعلَّقة بثديَيْها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها، وأما المعلَّقة برجلَيْها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تُزيِّن بدنها للناس، وأما التي شُدّ يداها إلى رجلَيْها وسُلِّط عليها الحيّات والعقارب، فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض، ولا تَتَنَظّف وكانت تستهين بالصلاة، وأما العمياء الصمّاء الخرساء فإنها كانت تَلِد من الزّنىٰ فتُعلِّقه في عُنُق زوجها، وأما التي كانت يُقرَض لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال، وأما التي كانت يُحرَق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قُوّادة، وأما التي كانت رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمّامة كذّابة، وأما التي على صورة الكلب والنار تدخل في دُبُرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة نوّاحة حاسدة”.
*سؤال رقم (3): من الكويت*
كثيرًا ما تروِّجون في كتاباتكم لفكرة التعايش وأنها من مبادىء مرجعيّة الإمام الشيرازي.. ماذا تقصدون بها ونحن نرى ياسر الحبيب المحسوب على الشيرازيين يقود حربًا على كلّ الأطراف وحتى على الشيرازيين الذين ليسوا على مزاجه الحادّ؟
*الجواب*
التعايش هو أن نتعامل مع الآخرين باللّين واللّطف والإحترام حفظًا للعيش السلمي معهم ولكن من دون أن نساومهم على المبادىء إلا في حال التقيّة والأحكام الثانويّة لمدّة الطوارئ المؤقتة. وهذا معنى قول الإمام علي (عليه السلام): “حزمٌ في لين”.
والتعايش قبل أن يكون دعوة من مرجعنا المفدّى وبقيّة المراجع الأجلّاء هو دعوة النبيّ محمد (صلى الله عليه وآله) الذي خاطبه الله في قوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
ولا ننسى أنّ هذه الآية نزلت في واقعة “أُحُد” يوم كان أصحابه متفاوتين في إيجابيّاتهم وسلبيّاتهم وفيهم منافقون وفيهم مَن جلب للنبيّ الكريم الهزيمة العسكريّة في هذه الواقعة، ومع ذلك فقد عامَلَهُم نبيّ الرّحمة باللّين والرّفق لِيُربّي منهم مجموعة الرُّحَماء بينهم الأشدّاء على الكفّار فقط. وحتى هذه الشدّة قد حدّدها إسلامنا التعايشي في مستوَيَيْن:
• المستوى الأوّل: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
• المستوى الثاني: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
ولمعرفة (التعايش) على لسان المرجع الشيرازي (حفظه الله) إستمعوا لأروع محاضرة ألقاها سماحته في ليلة الأربعاء 26/شعبان/1435 حيث خَطَّ فيها المنهج الولائي البرائي التعايشي الأخلاقي الذي نتمسّك به، وبذلك ستعرف أنّ الأصوات التي تمزّق البيت الشيعي وتستعدي غير الشيعة لا ترتبط بهذه المرجعية الربّانية.
فالذين يستخدمون البذاءات السوقيّة ضدّ السنّة ورموزهم يعطون تبريرًا للتكفيريّين كي يشحنوا المحايدين ويجرّوهم إلى معركة الدماء المحرَّمة. وهذا ليس سوى الجهل والحماقة التي تمثّل أصحابها فقط.
وإن سألتمونا: لماذا لا تسكتون عن هذا الرّجل عملًا بمبدأ التعايش؟
نقول: إذا اجتمع النقيضان فسيجتمع التعايش واللّاتعايش أيضًا!!
لذا لا يمكننا السكوت عن البناء والهدم تحت سقفٍ واحد!!
كما لا يمكننا أن نتبنّي مشروعَيْن في خطّ واحد.. مشروع السبّ والتشهير والإستهزاء بالآخر.. ومشروع الإحترام والحوار والجدال بالّتي هي أحسن؟!
لهذه الحقائق.. فإنّ التطرّف والبذاءة واستعداء الآخرين ليس من أخلاق الشيرازي ولا من منهج الشيرازيّين.
*سؤال رقم (4): من البحرين*
ما هي حدود النظر الجائز للشاب إلى الفتاة التي يريد الزّواج منها.. وذلك قبل العقد؟
*الجواب*
أن يكتفي بنظرة نزيهة إلى وجهها وكفَّيْها وشعرها وبعض محاسنها. من غير قصد التلذُّذ والشهوة وبشرط عدم التكرار إﻻ إذا لم يحصل الغرض من النظرة الأولى، فهنا يكون له الحق في نظرة ثانية فقط، وكذلك الحكم بالنسبة لنظر الفتاة إليه فلا تزيد عن الحاجة للمعرفة الأوّلية به.
*سؤال رقم (5): من السعودية*
المعروف أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يصرف ثلث ماله في شراء العطر وكان الناس في الطرقات إذا شمّوا رائحة الطيب عرفوا أنّ النبيّ محمّد قد مَرّ منها.. شيخنا هل يمكنكم توجيه قرّاءكم إلى إحياء هذه السنّة المحمّديّة النابعة من الفطرة الإنسانيّة فقد رأينا حتى بعض المعمّمين لا يهتمون بها؟
*الجواب*
ما تفضّلتم به صحيح جدًّا.. ونأسف على الذين لا يرون أهمّيةً لرائحة الطيب والعطر في حياتهم.. وكم له أثر جميل على صحّتهم النفسيّة والبدنيّة وعلى تقوية عنصر التركيز لديهم وفي بناء العلاقات الأسَريّة السعيدة والإجتماعيّة الناجحة. ويشتدّ الأسف هنا على البعض الذي يحبّ رائحة عَرَقِ نفسه فيتصوّر أنّ الآخرين يحبّون رائحته أيضًا أو أنهم ليست لديهم حاسّة الشمّ!!
نسي هؤلاء الحديث النبويّ القائل:
“النظافة من الإيمان”. إلا مَن كان منهم معذورًا بالفقر والمرض ورقدة المستشفى أو المعتقل في السّجن مثلًا.
*سؤال رقم (6): من البحرين*
ما الحكم إذا أرادت امرأةٌ إجراء عمليّة تجميل في وجهها عند طبيبٍ أجنبي؟
*الجواب*
القاعدة الشرعيّة هي معالجة المرأة عند الطبيبة ومعالجة الرجل عند الطبيب في الأمور التي تحتاج إلى النظر واللّمس. إلا في حال الضرورة.
*سؤال رقم (7): من سلطنة عمان*
ما هي حدود الجائز وعدم الجائز على المرأة في عدّتها لوفاة زوجها؟ وهل يحرم عليها الخروج لمشترياتها أو إلى محلّ عملها أو إلى بيت أهلها وصديقاتها؟
*الجواب*
يجوز للمعتدّة عدّة الوفاة الخروج من البيت كبقيّة النساء. نعم تُحرَم عليها خلال عدّتها -وهي أربعة أشهر وعشرة أيام- أن تتزيّن أو تتزوّج.
√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.