من الجمعة إلى الجمعة
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (6)
* سؤال رقم (1): من كندا.
كتاب يتداوله بعض الإخوة عندنا في (كندا) إسمه (كيف تصبح من أنصار وأصحاب اﻻمام الحجّة عجّل الله تعالى فَرَجَه الشريف) ليس عليه إسم المؤلف.. لا أدري إن كنتم تعرفون مؤلفه أم لا.
وسؤالي: هل دعوة الناس لمعرفة ما يدور في وقت الظهور أهم أم دعوتهم إلى إعداد النفس لنصرة اﻹمام.. أو ليس هذا هو مفهوم اﻹنتظار الحقيقي؟
* الجواب:
لا علم لي بهذا الكتاب ولا بمؤلفه.. ولكن بشكل عام قراءة الكتب التي تتحدّث عن علامات الظهور وصفات أصحاب الإمام (روحي فداه) وعن دولته الكريمة جزءٌ من ثقافة الإنتظار ولابد من وعيها.. وأما ما لا ينبغي الإشتغال به هو العزوف عن الواجبات العمليّة بحجة البحث عن فرص اللقاء بالإمام المهدي (عجّل اللهُ فَرَجَه الشريف).
* سؤال رقم (2): من البحرين.
أنا شابٌّ.. وأحبّ ألعاب الطاولة مثل الدومنة والورق.. فهل يجوز ذلك من غير رهان مالي؟
* الجواب:
ما لهذا خُلِقنا يا عزيزي!!!!
وهذه الألعاب إن كانت من أدوات القمار يكون التعاطي معها حرامًا عند أكثر المراجع حتى من دون رهان مالي.
ويكفيك مبرِّرًا لتركها أنها تسلب الإنسان وقته الذي يحتاجه في عبادة ربّه -عزّ وجل- وطلب العلم والعمل والإنتاج ورعاية أسرته وصلة أرحامه واﻷنشطة الخيريّة في المجتمع ومراقبة ونصيحة السياسيّين الذين تؤثّر تخبّطاتهم سلبًا على شؤونك وأمور الناس وتشكّل خطرًا على الدّين والوطن والمستقبل.
تصوّر لو ألهى شابٌّ نفسه بهذه الألعاب كم من أمور هامّة ستفوته في حياته.
فما أضرّ بالإنسان ما يعمِّق فيه حالة الغفلة عن ذكر الله وأهداف الحياة.. فلو تسأل المُدمِنين على لعب القمار لقالوا لك أنّ البداية كانت للتسلية.. تمامًا كالمُدمِنين على التدخين إذ بدأوه من تجربة السيجارة الأولى. وبعضهم تَصادَق مع المُدمِنين على المخدّرات فدخل عالَم الكارثة. هكذا دائمًا الشيطان يورّط بالبداية القليلة والتزيين لها وتبريرها.
لذا بدل اللّعب وَجِّه إهتمامك نحو الأشياء المفيدة لحياتك ومستقبلك. فوقتك الثمين كلّما يذهب منه شيء لن يعود إليك أبدًا حتى ينتهي العمر بالتدريج.
* سؤال رقم (3): من الكويت.
أنا خطيب حسيني.. ما هو أفضل المواضيع يمكنني تناوله حول عليّ الأكبر إبن الإمام الحسين (عليهما السلام) بمناسبة ذكرى مولده؟
* الجواب:
إستنادًا إلى قوله لأبيه (عليهما السلام) في الطريق إلى كربلاء: أَوَ لسنا على الحقّ؟
يمكنك الحديث حول:
1. معرفته بالحقّ. وما هو ذلك الحقّ.
2. ثباته عليه. وعوامل الثبات.
3. تسليمه لإمام زمانه. وهو الإمام الحسين. وأدبه الرفيع في الطاعة والكلام والتضحية.
واستنادًا إلى بطولته في أرض المعركة يمكنك الحديث حول معنى الشجاعة والثقة بالنفس واستخدامها في المكان الصحيح، وأهمّية الصّبر على الحقّ حتى الرَّمَق الأخير من الحياة دون تراجع.
* سؤال رقم (4): من البحرين.
شيخنا الجليل، ما الفرق الجوهري – دليليًّا – بين نظريّتَي ولاية الفقيه للإمام الخميني، وشورى الفقهاء للإمام الشيرازي؟
وهل تُخوِّل لنا الأدلة الشرعيّة السّماح بدولةٍ مَدَنيّة تحقّق لنا الثوابت الدينيّة أم يجب أن تكون الدولة دينيّة؟
* الجواب:
شوری الفقهاء هو الصيغة الجامعة بین دلیلَي الولاية والشورى.
إذ دلّت الأدلة الشرعيّة على أنّ للفقيه ولاية في زمن غيبة الإمام المعصوم (عجّل الله فَرَجَه) دون ولاية المعصوم المطلقة، كما دلّت الأدلة على الشورى أيضًا كقوله تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ)، فجاء المرجع الشيرازي الراحل (رفع الله درجاته) وطرح صيغةً للجمع بين هذَين الدّليلَين الشرعييّن، فأعطى بفتواه حول شورى الفقهاء حقّ كلّ فقيهٍ في ممارسة ولايته، وأعطى آية الشورى حقّها في التطبيق بينهم. فصارت الولاية للفقهاء مجموعًا لا لفقيهٍ واحد ما يؤدّي إلى تهميش بقيّة الفقهاء، وفي تهميشهم تمزيقٌ لوحدة الصفّ أو تحميلٌ لرأي الواحد على البقيّة وإغلاقٌ لباب الإجتهاد، وفي ذلك ضعف وتفرقة وخلافات وصراعات وهدرٌ للطاقات كما هو الحال في واقعنا المتفكّك اليوم.
فصيغة القيادة على نحو الشورى بين الفقهاء حاضنةٌ لحقّ كلّ فقيه عادل، وأدلّتها متفرِّعة على القول بولاية الفقيه. ولعلّ أهمّ دليل للقيادة الشورائيّة هو قوله تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ).
أجل.. وفي ظلّ الشورى للفقهاء بتعزيز وحدتهم وتعاونهم على البرّ والتقوى تكون الحكومة الدينيّة أقوى من كلّ الحكومات ومواقفها أنضج وأكثر تماسكًا، حيث أنها تقوم على أساس الوحدة الحقيقيّة باحتضان كلّ الفقهاء وتعاون مقلِّديهم وتعاضدهم في كلّ المواقف.
وأمّا الدولة المدنيّة غير الدينيّة فإن التزمت بحقوق الإنسان في العدل والحرّية والأمن للجميع فهي ما تريده الحكومة الدينيّة كمقاصد، ولكن كشرعيّة دينيّة فلابدّ لها من تأييد الفقهاء.
* سؤال رقم (5): من فرنسا.
نحن جمعٌ من الشّباب الحقوقيّين في باريس. دار نقاشٌ بيننا حول ما يلي:
هل كان الإمام عليّ يمارس مهنة القضاء؟
إن كان نعم.. فهل كان يمارس ذلك في زمن خلافته أم قبلها؟
وما هي قصّة (دكّة القضاء) في مسجد الكوفة؟
* الجواب:
القضاء في الإسلام بحرٌ حقوقيٌّ واسع، ولم يستطع أحدّ أن يسبح فيه إلا أن يكون مؤهَّلًا له، وكان الإمام عليّ (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قمّة الأهليّة لهذا المقام، حتى بلغ الأمر كلما احتاج الخلفاء الثلاثة معرفة حُكمٍ معقَّد من أحكام النّزاعات الماليّة أو الأُسَريّة أو الإجتماعيّة أو حتى الفكريّة والعقائديّة كانوا يلتجأون إليه، فيقضي ويحكم ويعالج الأزمة بكلّ سلاسة. وقد ذكرت المصادر التاريخيّة لأهل السُنّة قصصًا كثيرة وكان في أكثرها يعلن الخليفة الثاني قولته الشهيرة: “لا أبقاني اللهُ لِمعضلةٍ ليس لها أبو الحسن”.
إنّ القضاء في الإسلام واجب على صاحب الفقاهة والكفاءة، ولا يجوز له أن يترك حقوق الناس تضيع بأيدي غير الكفوئين إلا إذا كان معذورًا شرعًا من ممارسة دوره.
وأما دكّة القضاء في مسجد الكوفة فهي المكان الذي كان يجلس فيه الإمام عليّ (عليهوالسلام) أيام خلافته ويقضي بين الناس في قضاياهم ونزاعاتهم.
* سؤال رقم (6): من البحرين.
إذا فَجَرَ رجلٌ بامرأةٍ (زنا) -والعياذ بالله- فحملت منه، فاضطرّ أن يتزوّجها، أو تزوّجها عن حُبٍّ وإنّما دَخَلَ عليها قبل قراءة عقد الزواج. ماذا يكون حكم الولد.. هل هو إبن زنا وقد تزوّج أبواه لاحقًا.. أم يعتبر إبنًا شرعيًّا بالتسامح؟
* الجواب:
الولد في فرض السؤال إبن زنا حتى وإن تزوّج والداه بعد ذلك. ﻷنّ النطفة انعقدت قبل إجراء العقد الشرعي. ولكن لا يُقال ذلك للولد نفسه ولا يُفصَح عن السرّ، لأنّ الله ستّارٌ ويحبّ الستّارين.
* سؤال رقم (7): من الكويت.
ما حكم تربية القطط والأرانب معنا في البيت. تدخل الحجرة وتلتصق بنا على الكراسي والأَسِرّة؟!
* الجواب:
لا إشكال في حدّ ذاتها، وإنّما الإشكال في اشتمالها على فُضُلات نجسة فيجب تطهيرها، ومن الصّعب مراقبة هذه الحيوانات في كلّ زوايا البيت!!
كما يجب اجتناب شعرها على الملابس التي تصلّي فيها فإنه مُبطِلٌ لها. وهذا من الصعب اجتنابه بناءً على الفرض المذكور في السؤال.
√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.