*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
*العدد (29)*
*سؤال رقم (1): من الكويت.*
هل عذاب القبر هو عذاب للروح فقط أم للروح والجسد؟
*الجواب:*
العذاب يتوجّه إلى الروح والجسد المثالي البرزخي المشابه لهذا الجسد الدنيوي الذي يتم دفنه. وأمّا الألم فهو نفس الألم الذي يشعر به الإنسان لما كان حيّاً في الدنيا. ثم يخرج في يوم القيامة من قبره بجسده الدنيوي ويتعذّب بروحه وجسده في النار.
أللهم أجرنا من عذاب القبر وعذاب الحشر بشفاعة محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين).
*سؤال رقم (2): من أستراليا.*
ما حكم الزوجة التي تُحدِّث صديقاتها عن قصص الفراش مع زوجها؟
*الجواب:*
إنه عمل غير صالح بكلّ النواحي.. فمن الناحية الفقهيّة هو حرام بالتأكيد، ومن الناحية الأخلاقيّة هو قبيح باليقين، ومن الناحية الإجتماعيّة وباعتباره إفشاء لسرّ الزوج عند صديقاتها الأجنبيّات عنه سيسبّب أزمةً بين زوجها وأزواج صديقاتها لمّا تصله أسراره الزوجيّة. هذا ما عدا الحرمة الشرعية في إثارتهن مما قد يندرج تحت مصاديق هذه الآية الكريمة:
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
فالزوجة التي يموت فيها الحياء ستُدخِل حياتها الزوجيّة في أزمات تأتي نهايتُها على الطلاق!!
*سؤال رقم (3): من السعودية.*
زميلي في العمل من المذهب الآخر يعتقد بأنّ النبيّ محمّدًا (صلى الله عليه وآله) كان ضالًّا قبل الإسلام -والعياذ بالله-. ويستدلّ بهذه الآية: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ)! هل لديكم جوابٌ أقنعه به؟
*الجواب:*
قُلْ له ماذا يفهم من كلمة (ضالّة) في هذا الحديث الشريف: “الحِكمةُ ضالّةُ المؤمن أينما وَجَدَها أخَذَها”؟!
تعني أنّ الحكمة ضائعة بين الناس الذين لا يعرفون قيمتها، ويبحث عنها المؤمن فما إن يجدها يتمسّك بها، لأنه يعرف قيمتها. وهكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضائعاً بين الذين لا يعرفون قيمته -كأكثر العلماء الصالحين الذين ضاعوا بين الجهلاء ولا يعرفون قدرهم- وهنا فمَن عرف النبيّ الكريم فقد اهتدى.
فمعنى الآية إذن هو أنّ النبيّ محمّدًا كان ضائعًا بين الناس، فهدىٰ اللهُ المؤمنين إليه ودلّاهم عليه.
وهل يُعقَل أن يهدي الله ضالًّا ويجعله نبيًّا رسولًا؟!
إذا كان يصحّ هذا فلماذا اختار من الضالّين محمّدًا -والعياذ بالله- ولم يختر منهم غيره وما أكثرهم كانوا قبل الإسلام؟!
حاشاه.. فقد كان مؤمنًا بالله قبل ولادته منذ خَلَقَه الله نورًا في عرشه.
*سؤال رقم (4): من (…)*
بيتٌ من جيراننا تسكنه فتاةٌ غير متزوّجة وغير متحجّبة أيضًا، ماتتْ أمّها قبل اسبوع، وأبوها قبل ذلك بسنوات، يسهر معها أبناء خالتها وهم رجال متزوّجون وأحيانًا ترافقهم زوجاتهم، وفيهم واحدة ملتزمة بالدّين في ظاهرها، وحديث مجالسهم تغلبه فكاهيّات في الجنس والفراش وتعليقات وضحك وحركات تأباها أكثر البهائم. لقد نصحنا هذه الملتزمة -حسب الزعم- والتي تنقل أخبار هذه السّهرات لإحدى القريبات أن لا تجالسهم، فقالت إنّما هي جلسة عائليّة وأنا فقط أستمع وأقضي وقتي ولا أشاركهم في الكلام!
بماذا تنصحنا -شيخنا- لمنع هذا الوكر من التمدّد وإفراز أثره المدمِّر على بقيّة الجيران وعندنا شباب وشابّات؟
*الجواب:*
(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)!!
هذه مصيبةٌ ناتجةٌ عن الجهل بالدّين والجهل بالأخلاق وعن فسادٍ مخزون قد بدأ يظهر الآن في هذه الصورة.
فبالنسبة لهذه الملتزمة -كما تقولون- من الواجب أن تفهم هذه الآية كيلا تنطبق عليها:
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا).
وأمّا البقيّة وخاصة تلك الفتاة الساكنة الوحيدة في البيت، ينبغي التدرّج التالي معهم:
1/ إرسال رسالة نصيحة إليهم باسم الجيران.
2/ ذهاب أحد العارفين بمنطق الكلام والإرشاد لمحاولة هدايتهم.
3/ بعد فترةٍ من الإنتظار فإذا لم تثمر هاتان الخطوتان يتمّ إرسال رسالة تحذير إليهم بأنّ الجيران لن يقفوا مكتوفي الأيدي على هذا الوكر الذي ستتسرّب منه السّموم بالتدريج.
4/ عند فشل كلّ هذه المحاولات يتمّ رفع شكوى ضدّهم إلى شرطة الآداب.
5/ كلّ ذلك من دون إذاعة الخبر عليهم. فإنّ التشهير بهم في الناس حرامٌ آخر، وحيلولة دون هدايتهم لو أرادوا التوبة والإصلاح يومًا من الأيّام.
*سؤال رقم (5): من العراق.*
شاهدنا مقطع فيديو لنفرٍ من الزوّار في كربلاء، كلّ شخص منهم كاتب على قميصه (أنا كلب رقية، أنا كلب الحسين، أنا كلب زينب، أنا كلب العباس) ويظهر في الصورة أنّ مسؤولين من الحرم الحسيني يطردونهم.
شيخنا.. في نظركم: هل تصرّف هؤلاء صحيحٌ أم تصرّف المسؤولين؟
*الجواب:*
استنكرنا مرّات عديدة هذه التسميات الحمقاء لتجرّدها عن القيم الحسينيّة ومعاني الكرامة الآدميّة التي قُتِل لأجلها الإمام الحسين (عليه السلام).
ولو كانت لهذه التسميات وجهةٌ حسنةٌ لاختارها الأئمة الأطهار وأصحابهم ومراجعنا لأنفسهم وأولادهم!!
في نظرنا يقف وراء هذا التسخيف الثقافي عاملان:
• العامل الأول.. هو جهل هؤلاء (الكلاب!!) بحقيقة الدّين وعدم معرفتهم بأهداف النهضة الحسينيّة.. مثل الكرامة والعزّة والعدل والحرّية والأخلاق والآداب.
• العامل الثاني.. هو استغلال العدو لهؤلاء المغفَّلين لتشويه صورة الشعائر وإخفاء المقصود منها وهو تلك الأهداف الحسينيّة.
وهذا المخطَّط يتحرّك عبر وسائط من العملاء ومن الأغبياء يدفعهم لممارسة تلك السفاهات ثم التقاط صورٍ لهم ونشرها تحقيقًا لهدف التسخيف الثقافي والاستهزاء بالشعائر.
واجب عقلاء كلّ مجتمع وبالتشاور مع المراجع والعلماء (الواعين لجوانب الأمور) صون الشعائر من هذا المخطّط.
فما قام به المسئولون في الحرم الشريف يدخل تحت هذا الواجب وهو عين الصواب في واجب النهي عن المنكر.. ولكن ينبغي لهم أن لا ينسوا اللّين واللّطف والحكمة على كلّ حال.
قرأتُ لبعض هؤلاء الجهلة أنّ من صفات الكلب الوفاء وإنّما نحن نعبّر عن وفائنا لأهل البيت (عليهم السلام) بتلقيب أنفسنا بهذه الكلمة. فما المشكلة؟!
أقول: المشكلة هي أنّ العبّاس (عليه السلام) كان في قمّة الوفاء، ولم يلقّب نفسه بهذه الكلمة -والعياذ بالله- ولم يلقّبه أحدٌ بذلك.. أم أنّ هؤلاء أكثر وفاءً منه (روحي فداه)؟!
ثمّ لو كانوا على سلامة من رأيهم لكان وفاؤهم متّجهًا نحو قيم الحسين والعباس وزينب ورقيّة (عليهم السلام).. فكانوا على صبغتهم في الوعي والعبادة والحكمة والجهاد والأخلاق والمسئولية!
*سؤال رقم (6): من الإمارات.*
أنا كنتُ في علاقةٍ عاطفيّة مع فتاة، وقد أبلغتُها بانتهاء ولكنّها لازالت ترسل لي صورها وهي عارية!!
أنا اليوم في أشدّ حالات الندم إذ تبتُ إلى الله على تلك العلاقة المحرَّمة التي لازلتُ أدفع عليها ثمنًا في صحّتي وسمعتي ومالي ولا أدري متى أتخلّص من آثارها.
بماذا تنصحني سماحة الشيخ؟
*الجواب:*
غفر الله لك على ما سبق من ذنبك بتوبتك إلى الله ما دمتَ صادقًا فيها.
وأنصحك بما يلي:
• إذا استطعتَ قدّم لها نصائح كي تهديَها فتتوب مثلك.
• وإلا قُمْ بتغيير رقم هاتفك أو اعمل عليها حضرًا كيلا تتواصل معك فتُغريك للعودة إلى مستنقع الرذيلة مرّةً أخرى، فيحلّ عليك غَضَبُ الله، فإنّه ومَن يحلّ عليه غَضَبُ الله كان النار مأواه.
• إذا واصلتْ في إرسالها تلك الصور ولم تنفع معها النصائح حذِّرْها بأهلها وهدِّدها بشرطة الآداب.
• وفي النهاية استمر في تجاهلها حتى هي تتعب وتذهب لحال سبيلها.
*سؤال رقم (7): من البحرين.*
لماذا لم تكن السيّدة زينب (سلام الله عليها) حاضرةً في أهل الكساء؟
*الجواب:*
إحتمالات في الجواب، أقواها اثنان:
1/ أنّ أهل الكساء الخمسة (عليهم الصلاة والسلام) كانوا معصومين بالعصمة الكبرى، والتي تعني ثبوت العصمة عقلًا ونقلًا ، بينما العقيلة زينب (عليها السلام) كانت معصومة بالعصمة الصغرى، والتي تعني العصمة الثابتة بالنقل.
2/ إرادة الله تعلّقتْ بحصر العدد في الأنوار الخمسة ومَن يكون دخولهم من صلب الإمام الحسين (عليه السلام) بالتّبع فقط، ولئلا يظنّ أحدٌ كون السيدة زينب رغم عظمة شأنها أنّها أو نسلها من الحجج المعصومين (عليهم السلام).
*سؤال رقم (8): من الكويت.*
متقدِّم لإبنتي شابٌّ خلوقٌ ومتديّن، ولكن دَخْلَه المالي ليس بالمستوى الذي يعجبنا، فهل يُعتبَر رفضنا له مخالفة للحديث القائل: “إذا جَاءَكُم مَن تَرْضُونَ خُلُقَه ودينَه فزوِّجوه، فإنْ لم تَفْعَلوا تَكُنْ فتنةٌ فِي الأرضِ وفسادٌ كبير”؟
*الجواب:*
نعم رفضُكم له -إذا كان بالفعل خلوقًا ومتديّنًا- يُعتبَر مخالفة لهذا الحديث الشريف. وكونه متديّنًا يُفترَض أنّه يلتزم بلقمة حلال، ومع الزواج بإذن الله سوف يفتح الله عليه باب الرزق الحلال أكثر كما هو المستفاد من هذه الآية المباركة: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
وهو ما تؤيّده الروايات الشريفة أيضًا، كقوله (صلى الله عليه وإله): “استنزلوا الرِّزقَ بالنّكاح”.
كما يؤيّده الواقع الذي رأيناه.. فكم من شبابٍ تزوّجوا وهم قليلو الدخل المالي ثم بالمزيد من إحساسهم بالمسئولية سعوا فأغناهم الله وعاشوا سعداء.
فمادام المتقدِّم للزواج من ابنتك متديِّنًا فهو يخاف الله أن يظلمها، ومادام ذا أخلاق طيّبة فهو سيُسعِدها. وبهذا تتحسّن أوضاعهما المالية. ولم تحدّد روايات أهل البيت (عليه السلام) هاتَيْن الصفتَيْن إلا للصفة الأساسيّة فيهما.
حقًّا فإن لم تفعلوا سيشملكم قول النبي الأعظم (صلى اللهُ عليه وآله) ذلك، وكذلك قوله: “يأتي عَلىٰ النّاسِ زَمانٌ لا يُبالي الرَّجُلُ ما تَلفَ مِنْ دينِهِ إذا سَلِمَتْ لهُ دُنْياهُ”.
توكّلْ على الله يا حاج وزوِّجْه ابنتك المصونة ليقرّ الله عيونكم جميعًا بالخير والسعادة وبالذرّية الموالية للنبيّ وآل النبيّ (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين).
نستودعكم الله.