*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (17)
2017/3/24
*سؤال رقم (1): من البحرين*
ما رأيكم في الوشم (الدَّگ) الذي يعمله بعض الشباب على كامل جسمه وحتى الإليتَيْن والفخذيْن، وعلى أياديهم وزنودهم بمختلف رسومات وبأسعار عالية تصل إلى آلاف الدنانير في الوقت الذي تعيش عوائلهم ومجتمعهم الفقر وضيق اليد. ننصحهم بالكفّ عن هذا الأمر حيث فيه التشبّه بالكفار والتأسّي بأهل الهوىٰ وإسراف المال فيردّون علينا أنه مما أحلّه المرجع السيستاني.
*الجواب:*
أرسلتُ سؤالكم إلى أحد أعضاء لجنة الإستفتاء في مكتب المرجع السيستاني (دام ظلّه العالي) فأجاب بهذا النصّ: “فتویٰ السیّد إنما هو في حدّ ذاته، وأمّا إذا تَعَنْوَنَ بعنوانٍ مُحرَّم فحُکمُه یختلف”.
ومعنىٰ هذا أنّ ما يعمله هؤلاء الشباب إتّباعٌ لهوىٰ النفس باسم المرجع السيستاني البريء من عملهم.
*سؤال رقم (2): من سلطنة عمان*
ما حكم الضّحك والحديث غير الضّروري بين الولد والبنت في مواقع التواصل الإجتماعي وبعض البرامج كالانستجرام -وهو برنامج يعرض فيه الطرفان صور شخصيّة وغير شخصيّة ويُعلِّقان عليها- ومعها يكون الضحك والكلام كتابيًّا!!
وهل يا شيخنا يجيز الإسلام للبنت أن تذكر إسمها وتفاصيل عن حياتها في هذه المواقع الإلكترونيّة؟
*الجواب:*
واضحٌ أنّ ذلك لا يجوز أبدًا.. ولتكن هذه القاعدة الشرعيّة حاضرةً عندك دائمًا. وهي: أنّ كلّ شيء يثير الشهوة في طريق العلاقات المحرّمة وخراب البيوت وتشجيع الإناث والذكور للإختلاط وتذويب حواجز الحياء فهو حرامٌ عند الله وعيبٌ عند الغيارىٰ والشّرفاء.
بذلك فليس من شك أنّ صرف الوقت في المحادثات اللهويّة بين الجنسَيْن أو حتى بين شابّ وشابّ آخر أو بين فتاتَيْن من شأنه أن يؤدّي إلى فوات الواجبات عليهما سيكون حرامًا أو مقدّمةً للحرام.. وأقلّ الحرام هنا هو إتلاف العمر الذي يحتاجه الإنسان للإرتقاء بمستواه الإيماني والفكري والأخلاقي والإنتاجي، وكذلك المستوىٰ الأخروي وهو الأهمّ.
والعجيب أنّ الغربيّين الذين صنعوا أجهزة التواصل الإجتماعي (الفيسبوك والواتسب والإنستقرام والسناب شات والتويتر واليوتيوب و…) لم يحرقوا أوقاتهم في ذلك كما يحرقه جهلاء الشرقيّين المنغمسون في دنيا اللّهو واللّعب والغفلة والضّياع.
*سؤال رقم (3): من البحرين*
هل يجوز للفتاة أن تخرج في سيارة تعليم السياقة مع مِعلِّمٍ أجنبيٍّ عنها (غير مَحرَم)؟
*الجواب:*
الأفضل هو الخروج مع مُعلِّمة سياقة، وإذا كان ولابدّ فبالشروط التالية:
+ الحجاب الكامل بعباءة (كتّافية) وسيعة لا تُفصِّل جسمها.
+ عدم الكلام فيما لا علاقة له بالتعليم والتعلّم ولا الضّحك ولا ترقيق الكلمات ولا التعطُّر!!
+ وجود شخص من أقاربها معها في السيارة دفعًا للشيطان الذي ينفذ من حيث لا تتوقّعه الفتاةُ الحريصة على سمعتها.
*سؤال رقم (4): من السعوديّة*
شيخنا الفاضل أنا شابّ في 19 من عمري ووصلتُ إلی أبعد حدّ في الشهوة ولا أستطيع التحمّل أكثر، ليست لديّ المقدرة الماليّة للزواج، وأنا أخاف كثيرًا من الوقوع في الحرام والعياذ بالله. وقد جرّبتُ الصيام لإخماد شهوتي ولم أحصل نتيجة. فما هو الحلّ برأيكم؟
*الجواب:*
ليس أمامك في هذا الإمتحان الصّعب سوىٰ أن تصمد في وجه الحرام وعينك على الفوائد التي تنتظرك بعد جهادك الأكبر مع نفسك.. وذلك من خلال:
* العلم بأن العاصفة الشَّهَويّة تأتي وتذهب. فلمّا تأتي إشغِلْ نفسك بما يُنسيك الرغبة.
* التذكُّر الدائم بأنّ لذّة الإنتصار علىٰ الشهوة أحلىٰ من لذّة نزوةٍ يكون بعدها شعورٌ مُرٌّ بخساسة النفس أو مشاكل الأمراض.
* عدم إثارة النفس بالنظر إلى الأشياء المثيرة للشهوة، مثل الأفلام الخليعة والفتيات المتبرّجات في الطرقات والمجمَّعات وما شابه.. فإنّ النظر سهمٌ من سهام إبليس، وهو ما يجرّك إلى ما تعاني منه.
* السّعي إلى الزواج ولو بأخذ القرض أو جمع المال شيئًا فشيئًا أو التخطيط للعمل الإستثماري الناجح مع التوفير.
ثم وأخيرًا.. لو وصلتْ بك الحالة إلى مُفترَق طريقَيْن لا ثالث لهما بالفعل:
• طريقٍ قال فيه نبيّنا الأكرم (صلى الله عليه وآله): “مَن أصابَ مِن امرأةٍ نظرةً حرامًا ملأ اللّه عينَه نارًا”.
• وطريقٍ قال فيه ربّنا -عزّ وجل-: (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً).
هنا لا تتردّد في الأخذ بالطريق الثاني إذا تيسّر لك وبشروطه الشرعيّة، لأن الطريق الأوّل إنما يسلكه الأشقياء.
*سؤال رقم (5): من البحرين*
هل يجوز لي أن أفتح مقهىٰ تُباع فيه السجائر والشيشة والقِليون؟ وهل يجوز أن أوفّر لزبائني ألعاب التسلية، مثل الدامنة وورق البَتِّه والكِيرَم والشِّطرنج؟
*الجواب:*
تَجَنَّبْ ذلك كلّه، فإنّ بعض الذي ذكرتَه في سؤالك من المحرّمات التي تَوعَّد الله عليها النار. وبعضها الآخر طريقٌ إلى محرّمات أخرىٰ.. والمشروع بشكلٍ عام يساهم في خلق أجواء اللّهو واللّعب وتعميق الغفلة عن ذكر الله، وهو ما يسخطه -عزّ وجل- وسيحاسبك عليه في الآخرة. وأمّا في الدنيا فلا تربح مالًا من الحرام إلّا وستصرفه فيما تقتحمك من ويلات ومصائب. فاحذرْ أن يستغلّك الشيطان ثم يضحك عليك.
*سؤال رقم (6): من استراليا*
سماحة الشيخ، ما الفرق بين الشّورىٰ في الإسلام والديمقراطية الغربيّة؟ لقد قرأت في كتاب (فقه العولمة) للمرجع الراحل السيد محمد الشيرازي ما هذا نصّه: (مسألة: لا يجوز الإستبداد في الحكم، ولا البقاء فيه طويلًا من دون إرادة الشعب له، ولا توارث الحكم خلفًا عن سلف، ولا التلاعب بالآراء أو حصر المرشّحين في القائمين بالحكم، ولا ما أشبه ذلك من الأمور التي تجري اليوم في بلاد المسلمين وكثير من بلاد العالم، وذلك لأن الحكم في الإسلام بالنسبة لغير المعصومين (عليهم السلام) هو بالتناوب، وبالكفاءات، وبالتصويت الحُرّ الذي تتنافس فيه الأحزاب الحُرّة، وبالتعدّدية الحقيقيّة لا الحزب الواحد، وبأكثريّة الآراء، وبالشّورىٰ، كما يجب توفير بقية الشروط الشرعيّة أيضًا).
أرجو التوضيح.. خاصة وأنا استمعتُ محاضرةً لشقيقه المرجع السيد صادق ينتقد الديمقراطية. ونحن في بالنا أنّ المرجعيّة الشيرازيّة تؤيّد الديمقراطية.
*الجواب:*
كتبتُ تفاصيل الفرق بينهما في كتابي (الحرّية.. ولا بديل) وفي رسالة بحثيّة قدّمتُها إلى مؤتمر استامبول (تركيا) في سنة (2008)، وقامت بطباعتها مؤسسة البلاغ اللبنانيّة. وهنا باختصارٍ أقول أنّ النصّ المذكور عن الشيرازي الراحل هو خلاصة نظام الشورىٰ في الإسلام. وكما ترىٰ فإنه لا يتفق مع نظام الديمقراطيّة الغربيّة الذي ينتقده شقيقه المرجع الحاضر (دام ظله). وبالتالي فهما متّفقان. كما ويتّفقان على أنّ نظام الشورىٰ الإسلامي إذا تعسّرتْ إقامته في بلاد المسلمين ودار الأمر بين الديكتاتوريّة الموروثة وبين الديمقراطية الغربيّة.. فلا شكّ أنّ الديمقراطية ستكون أهٰوَن الشّرَيْن حتى يأذن الله لمهديّ آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) بتحقيق نظام الشورىٰ العالمي تحت رعايته العِصمَويّة الخاصة.
*سؤال رقم (7): من لندن*
ماذا أفعل ببقايا التربة الحسينيّة المتكسّرة عندي في المنزل؟ وكذلك الأوراق التي مكتوب عليها اسم الله أو آية قرآنيّة أو أسماء المعصومين (عليهم السلام)؟
*الجواب:*
إن لم تستطع إذابة هذه التُّرَب الطاهرة وإعادة قالبها أعطِها للمؤمنين الذين يستطيعون فِعْل ذلك وإلّا ضَعْها في المساجد أو إرْمِها وتلك الأوراق في البحر أو النهر أو الصحراء.
*سؤال رقم (8): من العراق*
أنا كلّما أشاهد الأخبار وأرىٰ حوادث العالم ومآسي بلاد المسلمين.. ولاسيّما عن جرائم داعش وتطوّرات المنطقة.. أشعر أنّ الحياة تنحو باتجاه كوارث لا مثيل لها في التاريخ.. كيف أزيل عن نفسي هذا الخوف؟
*الجواب:*
• أوّلًا.. إزدَدْ إيمانًا بالله وتسليمًا لقضائه وقدره، وذلك بالقراءة في تعليمات النبيّ وأهل بيته. وكذلك ما عَلَّمَنا القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
• ثانيًا.. تأمَّلْ في قول مولانا سيّد الزاهدين الإمام زين العابدين وحاوِلْ أن تقنع نفسك به، حيث قال: “مَن زَهَدَ في الدّنيا، ولم يجزع مِن ذُلّها، ولم ينافس في عِزّها، هداه الله بغير هدايةٍ مِن مخلوق، وعَلَّمَه بغير تعليم، وأثبتَ الحِكمةَ في صدره، وأجراها علىٰ لسانِه”.
• ثالثًا.. (عامِلِ القَدَر بالرّضا.. وعامِلِ النّاس بالحَذَر.. وعامِلْ أهلَك باللّين.. وعامِلْ إخوانَك بالتّسامح.. وعامِلِ الدّهر بانتظار تقلّباته.. فهذه قاعدةٌ تجعلك تتقبّل كلّ ظروف الحياة).
*وحتّىٰ الجمعة القادمة إن شاء الله:*