*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (13)


*سؤال (1): من قطر*

كيف أصلّي بخشوع ولا أجعل قلبي يتشتّت حين الصلاة في التفكير بغير الله تعالى؟

*الجواب:*

إنّ التوجّه القلبي إلى الله تعالى في حال الصلاة والذي يُسمّى “الخشوع”.. يتحقّق بإذن الله -عزّ وجل- لمّا يرى الله في عبده الإرادة للخشوع.

والإرادة تبدأ حينما يحبّ العبدُ ربَّه -جلّ وعلا- من داخل قلبه فيأبىٰ تأجيره لغيره سبحانه.. ويزداد في هذا الحبّ بزيادة معرفته لله -عزّ وجل-، فيقرأ من ناحية، ويتفكّر في عظمة الله ونِعَمِه عليه من ناحية، ثم يتأمّل في الهدف من حياته.
فبالحُبّ والمعرفة تتجلّىٰ فيك روحُ الطاعة لله والمواظبة على ترك ما يسخطه.. وهذا ما يجعلك في ذِكرٍ لفظيٍّ كثير وعملٍ فعليٍّ مستمر. وبمقدار ما تشتمل على هذه الحالة الإيجابيّة تجاه ربّك يكون إقبالك على الصلاة أكبر وانشدادك في صِلتك مع الله أشدّ ويكون انقطاعك عمّا يقطعك عن لذّة العبادة والمناجاة أفضل.

والمستفاد من أحاديث النبيّ وأهل بيته (عليه وعليهم الصلاة والسلام) أنّ مِن أهم عوامل التركيز الفكري والقلبي أثناء الصلاة هو أن يرىٰ المصلّي صلاته التي يصلّيها آخر صلاةٍ من حياته.. وبعدها مباشرةً سيموت!!

بهذا الإفتراض أيضًا يستطيع أن يوجِد في داخل نفسه الخشوع ويستمر عليه بإذن الله تعالى.

*سؤال رقم (2): البحرين*

سماحة الشيخ ما هي الأدعية لتسهيل الولادة؟

*الجواب:*

أكل الرُّطَب، وإذا جاءت الولادة في غير موسمه يكفي أكل التّمر.

هذا في الجانب المادّي. وفي الجانب المعنويّ قراءة سورة مريم مما وردت فيها روايات أهل البيت (عليهم السلام).

*سؤال (3): من أمريكا*

أنا أشتغل في البنك بمدينة (… الإمريكيّة) وأدير جميع عمليّات البنك ومنها القروض الربويّة.. فهل في وظيفتي إشكال شرعي؟
علمًا أنّي أخمّس وأساعد مِن راتبي فقراء بلدي والمؤسسات الثقافيّة الدينيّة؟

*الجواب:*

العمل في البنوك ليس بحرام، ولكنّه يجب اجتناب مباشرة العمل في الرّبا أخذًا وعطاءً وكتابةً وشهادةً. ويُستثنىٰ أخذ المسلم الرّبا من الكافر.. فإنّه جائزٌ دون العكس.

*سؤال (4): من البحرين*

شيخنا.. قال لي الشيخ (…) أنك لا تؤمن بلعن أعداء أهل البيت.. مع أنّ القرآن الكريم يلعن الكافرين والمنافقين. هل صحيح كلامه؟

*الجواب:*

ألعنُهم في قنوت صلاتي دائمًا وفي محاضراتي وبياناتي، ولكنّي ملتزم بطريقة القرآن الكريم حيث لا يذكر الملعونين من المنافقين حول النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) بأسمائهم.. فأنا لا أذكر الأسماء في العلن وفي الفضائيّات على طريقة السّفهاء الذين هذا الشيخ أحدهم!!
ذلك لأنّ أهل البيت (عليهم السلام) دعونا إلى مبدء الحوار مع الآخرين، ولغة اللّعن العلنيّة تمنع ذلك وتؤدّي إلى تشديد العداوات بين المسلمين، وهذا خلاف لدعوة القرآن إلى التعارُف بين الشعوب ودعوة النبيّ والأئمة إلى التعايش والسّلم الأهلي.

*سؤال (5): من العراق*

السلام عليكم سماحة الشيخ:
نحن ثلاثون شخصًا أسّسنا بيننا جمعيّة لمدّة ثلاث سنوات، إذ يدفع كل شخص مبلغًا من المال شهريًا إلى أمين صندوق، وهو في نهاية كلّ شهر يعمل قرعة على جميع أسماء الأعضاء فمن وقعت عليه القرعة يستلم المبلغ المتجمَّع من الأعضاء.

السؤال هو هل تجب الزكاة على المستلم؟

*الجواب:*

وعليكم السلام. الخمس يجب على المستلم إذا كان موعد رأس سنته الخُمسيّة قد حان إن كان يخمّس من قبل. وإلا فيعيّن لنفسه رأس سنة خُمسيّة من نفس يوم الإستلام.

ولا مورد للزكاة في هذه المبالغ، وإنما الزكاة تجب على أشياء معيّنة إذا وصلتْ حدّ النصاب حسب ما بيّنها مراجع الدّين في كتبهم الفقهيّة.

*سؤال رقم (6): من البحرين*

شخصٌ فاسقٌ يعمل معي في الشركة.. أعرفه محتالًا وغير أمين.. هل يجوز لي إخبار الناس عنه كي يحذروا منه، وقصدي هو دفع ضرره عنهم؟

*الجواب:*

بعد التأكُّد من معلوماتك عنه.. يجوز تحذير مَن يريد التعامل معه فقط كيلا يقع في نصبه واحتياله، وليكن ذلك سرًّا لئلّا يلحق بك ضررُه.

*سؤال رقم (7): من البحرين*

ما معنى الكفر الذي تنسبه الأحاديث إلى تارك الصلاة وأنه يموت يهوديًّا أو نصرانيًّا؟

*الجواب:*

الكفر هنا ليس بالمعنى العقائدي وما يترتب عليه من أحكام فقهيّة تجاه الكافر.. بل المقصود هو معناه اللّغوي والذي يعني ستر الشيء ووضع غطاء عليه. فتارك الصلاة هنا قد سَتَرَ على فضلها بتركه لها.. وهو مثل تارك الحجّ ومُفطِر الصّيام ليس إلا عاصيًا معصيةً كبيرة.. وأمرُه داخلٌ في حقوق الله. ولله تعالى أن يغفر وله أو أن يعاقب. والدليل على ذلك:

*(أ)* أنّ تارك الصلاة مسلمٌ يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله.

*(ب)* أنّ لورثته مثلًا أن ينيبوا عنه فيما فاتتْه من الصلاة والصوم والحج. وهل تجوز الإنابة عن الكافر الحقيقي واليهودي والنصراني؟!

فما جاء في تلك الأحاديث الشريفة من الغلظة إنما للتنبيه والتحذير.. تمامًا لو قال أحد ﻹبنه المتهاون في دراسته أو التارك لمدرسته: والله أنت لستَ إبني!!
فهل هو بالفعل ليس إبنه؟!

هذا.. ويمكن القول في معنى تلك الأحاديث بأنّ الله إن لم يغفر لتارك الصلاة فسيحشره يوم القيامة مع اليهود والنصارىٰ فترة معيّنة فقط.

*سؤال رقم (8): من الكويت*

سماحة الشيخ.. بماذا ترشدوني لمواجهة الغلوّ الشيعي والتطرّف السنّي؟

*الجواب:*

1. تفعيل آيات التعقّل والتفكر.
2. الإرتكاز على أهمّية الأخلاق في كلّ الحالات.
3. البحث عن الحقّ في التاريخ بأدوات علميّة موضوعيّة وحياديّة.
4. إتخاذ أصدقاء وسطيّين ومؤدَّبين.
5. الأفضل عدم الإستماع لكلام المتطرّفين وإذا سمعته إسمع كلام مَن يخالفهم أيضًا.. ثم قارِنْ واختَرْ الأحسن.
6. تَذكّر دائمًا أنّ التعصّب فرعٌ من فروع الحماقة.. فضاعِفْ من مستوى حذرك!!

√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.