*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (11)
*سؤال رقم (1): من البحرين*
إني لمّا أذهب إلى الحرم للصلاة تفقدني زحمة الموجودين التركيز في صلاتي.. بينما لمّا أصلّي في حجرة الفندق أشعر الطمأنينة أكثر.. فأيّهما أرجح؟
*الجواب:*
لا شك أنّ الصلاة في الحرم الشريف ثوابها أكثر، حاوِل أن تحافظ على تركيزك، فهذا أمرٌ سهلٌ مع المواظبة والتكرار.
وإذا لم تستطع صل في محلّ سكنك بالتركيز والخشوع ثم اذهب بعدها إلى الحرم المقدّس.
*سؤال (2): من سلطنة عمان*
نتناقش أنا وصديقي في أمور دينيّة، وهو يُسكِتُني بقراءة حديث لا أجرء الردّ عليه وأنا في قرارة نفسي لم أجد قبولًا منه إمّا بسبب عدم هضمي للحديث عقليًّا أو لعلمي بشكلٍ عام أنّ أهل البيت مستحيل أن يتبنّوا مثل هذه الفكرة. فلا أدري هل الإشكال في فهمي أم في الحديث -والعياذ بالله- أم ماذا؟
*الجواب:*
إعلم أنّ الأحاديث المدوَّنة في الكتب إمّا معتبرة وإمّا غير معتبرة. والمعتبرة منها على مستويات من حيث التعامل بها لدى أهل الإختصاص وغير الإختصاص. ذلك ما عكف عليه العلماء المحقّقون في الحوزات العلميّة منذ قرون حتى وضعوا له ضوابط علميّة في علم الرجال وسند الحديث وتقسيماته يميّزون بها بين الصحيح منه والضعيف وبين المتواتر والمستفيض وبين العام والخاص وبين المطلق والمقيَّد، وناقشوا في حجّية خبر الثقة الواحد، وأيضًا في طريقة التعامل مع حديثَيْن صحيحَيْن متعارضَيْن، وذلك بإخضاعهما للبحث عن ظروف صدورهما الزمانيّة والمكانيّة إن كانت حال تقيّة أو لخصوصيّة في الوارد والمورد، إذ كان يتحدّث الإمام المعصوم أحيانًا لشخصٍ شيئًا ولشخصٍ شيئًا آخر نظرًا لظروفهما الخاصة والمسألة هي ذات المسألة.
من هنا لا يصحّ لغير العالِم والمتخصّص أن يستدل بحديث لتمرير ميوله النفسية وهو لم يدرس جوانب الحديث كلها. نعم يصحّ له الإستناد إلى أحاديث المواعظ والأخلاقيات ما لم يخرج عن منظومة القيم الإسلاميّة وسيرة المتشرّعة.
فالحلّ لمثل حالتك أنت أن ترجع إلى رأي مرجعك المعتبر أو أيّ عالِمٍ متوازن الفكر لتسأله عن ذلك الحديث، وانصحْ صديقك بهذا كيلا يأثم بِوزرِ الكذب على الله ورسوله والأئمة (عليه وعليهم الصلاة والسلام) من حيث لا يشعر.
*سؤال (3): من البحرين*
بعض المتحجّبات يلبسن عباءات كتافيّة وأكمامهنّ واسعة، بحيث لمّا يرفعنَ أياديهنّ لحاجة تنزل الأكمام وتُشاهَد الأيادي إلى المرافق. فما هو رأي الدّين الإسلامي في هذه الظاهرة؟
*الجواب:*
ستر البدن كلّه واجب على المرأة أمام الرّجل الأجنبي، ما عدا الوجه والكفَّيْن. وإن كان الأفضل سترهما أيضًا، في الوقت الذي يفتي أكثر المراجع بوجوب ستر الوجه إذا كان فيه من الجمال المُلفِت للإنتباه ويسبِّب الفتنة، وكذلك الكفّين إذا كانت فيهما زينة مثل الحنّاء وما أشبه!!
مؤسف جدًّا أن لا تلتزم المرأة المسلمة بالستر والحجاب فتكسب لنفسها الآثام فتذهب بها إلى عذاب القبر ثم لا ينفعها عشيقٌ من حرام ولا حبيبٌ من حلال.
*سؤال (4): من السعودية*
ما هو الفرق بين العقيدة والشريعة؟
*الجواب:*
هو الفرق بين أصول العقائد (التوحيد، النبوّة، الإمامة، العدل، المعاد) وبين الفروع العمليّة في أحكام الفقه والآداب العامّة. ولكنّهما يتمازجان تمازج الشيء وظِلّه حينما يتحرّك المكلّف في عمله بالفروع متأثِّرًا بالأصول، إذ للعقيدة طابعٌ ظِلّيٌّ على الشريعة.
*سؤال (5): من البحرين*
بالنسبة للمرأة في أيام دورتها الشهريّة، إلى أي مقدار يجوز لها الورود في المشاهد المشرَّفة.. قبل الكشوانيّة أو بعدها إلى الضريح الشريف مثلًا؟
*الجواب:*
لا یجوز لها الورود إلى ما بعد الكشوانيّة (محل وضع الأحذية) وقبلها مسموحٌ.
*سؤال (6): من الكويت*
أردت أن أسألكم هل الأفضل في التعامل مع سيّء الخُلق هو المعاملة بالمثل أو بحُسن الخُلق؟
*الجواب:*
الإلتزام بالحسنة في الردّ على السيّئة هو من أصعب الإلتزامات الأخلاقيّة التي تحتاج إلى جلد الذات والصبر على ألم النفس وضغط الأنا.. وهذا إنما يقدر عليه صاحب الجهاد الأكبر.. وذو الحلم وكرم النفس.
قال الله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
فإن استطعتَ أن تكون هكذا فقد بوركت بمقام الأنبياء والأوصياء والأولياء.. وإلا فستكون كما اخترتَ أن تكون.
*سؤال رقم (7): من الكويت*
سماحة الشيخ.. تُؤلِمُنا ظاهرة التعصّب الدّيني الذي يصل عند البعض مستوىٰ الحقد والشماته. شقيقي واحدٌ من المتعصِّبين جدًّا، يناقش في أتفه التّوافه وبلا أدب. يتكلّم وكأنّه الدّين كلّه. كيف أتصرّف معه برأيكم؟
*الجواب:*
قال الإمام علي (عليه السلام): “دَعِ المُماراةَ و مُجاراة مَن لا عقلَ له و لا عِلمَ”.
طبِّقْ هذا الحديث واعطِ الأيام حقّها في تنضيج شقيقك. وخلال هذه المدّة عامِله بالطيب وسيأتيك -إن شاء الله- نادمًا على تعصّبه ويشكرك على أخلاقِك وحلمِك وحكمتِك.
*سؤال رقم (8): من البحرين*
شيخنا العزيز.. أنا الولد الوحيد لأمّي وأبي، عشتُ الدّلال من صغري ونحن بحالة ماليّة جيّدة. أتألّم مما أراه من البذخ والإسراف في بيتنا وأنا أرى وأسمع عن حال الفقراء. إنّي أنصحهما كثيرًا بعدم التبذير وأن ينفقا على المحتاجين مما أنعم الله عليهما، ولكنّهما لا يسمعانِ كلامي. يشتريان أشياءً لا داعي لها وبأسعار تُعصِر القلب. وهما على أساس متديّنَيْن يصلّون ويصومون!!
لا أدري.. كيف أقنعهما ليتركا هذا السلوك المخالف للدّين؟
*الجواب:*
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “يأتي علىٰ النّاسِ زمانٌ لا يبالي الرّجل ما تُلِفَ مِن دينِه إذا سَلَمَتْ له دنياه”.
إستمرّ أيّها الشابّ الواعي في نصيحة والدَيْك بأسلوب هادئ ومأدَّب ومحترم. ثم استعطفهما حول معاناة الفقراء بالكلام عن أثر الصدقة في الحياة وفي سلامة الإنسان. وخُذ ما يمكنك أخذه وبعلمهما وتَصَدَّقْ به على الفقراء الحقيقيّين. ثم لا تنساهما من الدعاء، عسىٰ الله بعملك هذا يهديهما إلى الدّين الصحيح ولا تنطبق عليهما هذه الآية المباركة: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).
√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.