*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (7)
* سؤال رقم (1): من الكويت.
هل يجوز لزوجَيْن عقيمَيْن أن يتبنّيا طفلًا مجهول الأبوَيْن، أو يكون مولودًا مِن حرام وتمّ الإحتفاظ به في دار اللّقطاء؟
* الجواب:
التبنّي بمعنى إلحاق الولد بنفسهما غير مشروع، فلا تكون له أحكام النّسب والتوارث والمَحرَميّة بينه وبين أفراد العائلة لمّا يبلغ الحُلُم، بل هو جائزٌ بمعنى رعايته وتربيته تربيةً حسنةً دينيّة وأخﻻقيّة، فإنّ التربية لها آثار كبيرة وطيّبة على الولد مع الأجر إن شاء الله تعالى.
ثمّ إنّ ولد الزّنا بحسب عمله وكغيره إنْ كان مؤمنًا دخل الجنّة، وإنْ كان كافرًا دخل النار -أعاذنا الله وإياكم منها-، فهو لا يعاقب على ذنب اقترفه أبواه. إلا منصب إمامة صلاة الجماعة والقضاء لا يجوز له ولا ممارسة دور مرجع تقليد لو دَرَسَ في الحوزة وصار فقيهًا. لأن من شروط هذه المهامّ طهارة المولد.
* سؤال رقم (2): من البحرين.
ما حكم الزّواج بين زانٍ وزانية إذا تشارطا على اﻹنفصال بعد وضع حملها حفاظًا على السّمعة، وكأنّهما تزوّجا وأنجبا وانفصلا بشكل طبيعي؟
* الجواب:
يجوز هذا الزّواج ويجوز الإنفصال بعده.. ولكن الإستمرار في زواجهما بعد التوبة إلى الله تعالى ضروريّ للإهتمام بتربية مولودهما تربيةً صالحة. فليحاولا بعد الندم والتوبة نسيان المعصية السابقة فإنّ الله يُحبّ التائبين.
* سؤال رقم (3): من البحرين.
ما حكم ما تُسمّى عند النساء بـ(التّاتو) وهو عبارة عن مادّة صبغيّة تشبه الحبر يتمّ حقنها تحت جلد حواجب المرأة لملئ الفراغات بين شعر الحواجب ويعطي رسمًا لجمال الحواجب، ويبقى اللّون عليها لمدّة سنتَين أو أكثر. ومن جهةٍ أخرى هل هذا عازل للوضوء؟
* الجواب:
يعتبر هذا من الوشم لأنه من تحت الجلد، وهو جائز في أصله ولا يمنع الوضوء والغسل، وإذا كان الصّبغ فوق الجلد وله سُمكٌ وكثافة فإنه مُبطِل لهما حتمًا فلا يجوز.
ومع حصوله في مواضع دائمة الظهور والتي تعتبر زينة المرأة عُرفًا فلا يجوز أيضًا إلا مع السّتر عليه أمام نظر الرجل اﻷجنبي، بأن تلبس غطاءً على وجهها حين الخروج من المنزل مثلًا.
* سؤال رقم (4): من إيران.
إنّي أعاني مشكلة في كُليتي وقد نصحني الطبيب بعدم الصوم.. فماذا أفعل في شهر رمضان؟ وهل تجب عليّ كفارة أو فِدية إذا فطرتُ؟
* الجواب:
إذا كان الطبيب ثقةً في اختصاصه فلا يجب عليك الصوم.. وبدلًا من اليوم الذي تفطر فيه تجب الفِدية عليك للفقير وتُسمّى في المصطلح الفقهي بالمُدّ. ومقداره ثلاثة أرباع الكيلو من الطعام كالحنطة والخبز مثلًا أو سعرهما.
* سؤال رقم (5): من سلطنة عمان.
هل المرجع الشيرازي يجوز عنده التبعيض في التقليد؟ وهل يجوز عنده زواج المتعة من البنت البكر؟ وهل يوجب الخمس على المحتاج؟
* الجواب:
1/ .. التبعيض يجوز في حالتَين:
• إذا تساوىٰ مرجعان في الأعلميّة بحسب قناعة المكلّف عبر الطرق الشرعيّة.
• إذا قال مرجعك في مسألةٍ مّا بالإحتياط الوجوبي. وهنا يتحدّد التبعيض فقط في نفس المسألة دون غيرها.
2/ .. زواج المتعة بالبنت البِكر غير جائز إلا بإجازة وليّ أمرها.
3/ .. الخُمس واجب إذا فاض المال عن الحاجة (يعني الزائد على مؤنة السنة).
* سؤال رقم (6): من البحرين.
كم هي المسافة الواجبة بين الرجل والمرأة في حال الصلاة من حيث التقدّم والتأخّر في الوقوف؟ هل هي محدَّدة في الشّرع؟
* الجواب:
یلزم إما تأخّرها عن الرّجل بحیث یکون موضع سجود جبهتها محاذیاًً لموضع رکبتَي الرجل المصلّي، وإما أن یکون بینهما حائل لا يرى أحدهما الآخر، أو تکون المسافة أکثر من عشرة أذرُع بذراع الید (حدود 4 أو 5 أمتار تقریباً).
* سؤال رقم (7): من العراق.
شيخنا الجليل سأرسل لكم مقطعًا صوتيًّا للشيخ (أ.ق) يقول فيه بعدم كفر الخليفة الأوّل والثاني والثالث ومعاوية.. ويقول أننا لا نعتبرهم حتى نواصب.. فماذا تقولون؟
* الجواب:
نتفق مع الأخ في عدم كفر هؤلاء بالمعنى الفقهي الذي يحكم بطهارتهم الظاهريّة باعتبارهم من المِلّة.. وهذا كان خاصًّا بزمن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). وأما بعد رحيل النبي فقد أعلنوا نصبهم ضدّ أهل بيته (عليهم السلام). ذلك ما ورد في المصادر التاريخيّة الصحيحة عند محبّيهم أيضًا، وكانت مأساة الصِّدّيقة الزهراء (سلام الله عليها) بداية كل المآسي الأخرى والتي منها غصب حقّ الإمام علي (عليه السلام) في الخلافة.
وأما معاوية فقد تجاوز حالُه حَدّ النّصب حتى أسّس لولده يزيد ما استطاع به من إرتكاب أكبر الجرائم الحربيّة في تاريخ المسلمين خلال ثلاث سنوات من حكمه والتي أنهتها إلى جهنّم وبئس المصير.
• ففي السنة الأولى: قَتَلَ الحسين سبط رسول الله في كربلاء.
• وفي السنة الثانية: أمَرَ بواقعة الحَرّة، التي استباح فيها المدينة المنوّرة لجنوده ثلاثة أيام حتى وضعت بنات المسلمين 3000 طفلًا من السِّفاح.
• وفي السنة الثالثة: هَجَمَ بجيشه على المسجد الحرام وخرّب الكعبة المشرّفة وعاث في مكّة فسادًا كبيرًا.
فمعاوية ما عدا جرائمه من قبل ضدّ الإمام عليّ خليفة المسلمين (عليه السلام) فقد كان شريكًا في جرائم إبنه يزيد أيضًا!!
أقول لهذا الشيخ المسكين:
كم يكون الشيعيّ رائعًا حينما يكون صريحًا وأمينًا في نقل الحقائق التاريخيّة وعلميًّا في بيانها.. فلا يجلب لنفسه تمسخر أهل السنة الواعين لتاريخهم ويجعلهم يتّهمونه في خلوتهم بالجاهل أو المنافق أو المراوغ!!
نعم.. يمكن قول الحقيقة بما هي ثم تبرير الموقف بنحو الأهمّ والمهم مثلًا.. أو السّكوت عن الموضوع ترحيلًا له إلى زمنٍ آخر..
فلماذا تحريف التاريخ؟!
أ لمصالح سياسيّة مشبوهة، أم لجُبنٍ وفساد عقيدة، أم ماذا؟!
إنني أخشى أن ينتهي هذا الخط الفكري (لا إلى تحرير فلسطين!!) بل إلى يومٍ يدّعون فيه بأنّ الإمام الحسين مات في كربلاء بتماس كهربائي!! وأنّ يزيد أقام على روحه الفاتحة في الشام وأكرم إبنه الإمام زين العابدين حفاظًا على الوحدة الإسلامية!!
لا يا أخي.. إنّ التشيّع الأصيل هو الإسلام الذي يرفض التلاعب في ثوابت العقيدة رعايةً لمتغيّرات السياسة. وفي نفس الوقت لا يسبّ ولا يلعن ولا يستعدي المسلمين غير الموالين لأهل البيت (عليهم السلام).
بهذا الأسلوب يكون العالم الشيعي محبوبًا أكثر.. وضوحٌ وصراحة وأخلاقٌ ونصيحة.
* سؤال رقم (8): من البحرين.
والدتي نذرتْ لي أن إذا تزوّجتُ ستقيم لي مراسيم الجِلوة (أهازيج فرح)، وسلّمتْني مبلغًا من المال لتكاليف هذا النذر.. ولكن الله بقضائه وقدره توفّاها إليه قبل أن أتزوّج. فالآن هل أنا مُلزَمٌ بالوفاء لنذرها بعد أن تزوّجتُ؟
* الجواب:
أنت مُلزَم بصرف المبلغ كما عاهدتْك أمُّك عليه.. ولكن إحذر من جعل الأهازيج الحلال مزيجًا بالموسيقى الحرام فتؤذي بها روح والدتك وتأثم بدل الأجر والثواب.
فالآن وإن تزوّجتَ رَتِّبْ مجلسًا عائليًّا في أقرب مناسبة سرور بالأهازيج الحلال، وهي ما تكون بقراءة أشعارٍ في مناقب وفضائل النبيّ الأكرم وأهل بيته الطاهرين (عليه وعليهم الصلاة والسلام).
√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.