من الجمعة إلى الجمعة
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (2)
* سؤال رقم (1): من البحرين.
نشرت لكم إحدى الفعاليات الدينية في البحرين كلمتين أعجبتاني للغاية وهما:
1/ “هل تعلم أنك لمّا تصلّي مع النداء الأول في الأذان.. يعني أنك قد احترمتَ صاحب النداء الذي احترمك في دعوتك إليه، إنه الله، فما أسعدك لو وضعتَ نفسَك بين يدي كرمه وعطائه”.
2/ “إعلم أنّ وليّ الله الأعظم الإمام المهدي من آل محمد يصلي دائمًا في أوّل الوقت.. فصلاتك في وقت الفضيلة بالتزامُن معه تكون في الفرصة التي تصعد إلى عرش الله تعالى.. فلا تفوتك هذه الفرصة العظيمة”.
شيخنا لقد تعلّمنا منكم الصراحة والشجاعة وكما بلغني أيضًا أنّ صدركم يسع النقد…
إني أحيانًا أفتح الواتساب في وقت الأذان أو الصلاة فأرى الشيخ المهتدي على الخط وأحيانًا أنظر إلى آخر ساعة ظهوركم أرى ذلك أيضًا. فلماذا تأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم؟!
* الجواب:
عزيزي صاحب السؤال…
• أولًا: أشكرك على نقدك المؤطَّر بالأدب وعدم التجريح بسوء الظنّ.
• ثانيًا: من الجميل أن نحيي في نظرتنا إلى بعضنا البعض تعاليم أهل البيت (ع) الذين قالوا “إحمِل فِعلَ أخيك على سبعين مَحمِل خير”.
• ثالثًا: بالنسبة لي فأحيانًا وأنا جالس على سجادة الصلاة أقرء ما وردني في الواتساب من الأدعية، أو قد أنتظر رسالة هامّة من شخص وأنا بين الصلاتين مثلًا، أو أريد إرسال جواب استخارة طُلِبَت منّي في ذلك الوقت. وأحيانًا أكون في مكان لا أقدر الصلاة كغرفة الإنتظار للدخول على الطبيب أو في زحمة الطريق والسيارات لا تتحرك، فلكي لا يذهب وقتي هدرًا أتابع الأسئلة الواردة وأجيب عليها أو أتابع أموري العامة والخاصة على الواتساب.
• رابعًا: أحيانًا يكون جهاز موبايلي بيد أحد أفراد العائلة أو شباب المكتب ولستُ أنا على الخط.
* سؤال رقم (2): من السعودية.
ما حكم أداء المرأة لصلاة الجماعة في المسجد من دون رضا زوجها؟
* الجواب:
إذا استلزم حضورها إلى صلاة الجماعة خروجها من البيت دون رضاه فذلك لا يجوز.
* سؤال رقم (3): من سلطنة عمان.
لماذا يجب الجهر في الركعة الأولى والثانية من صلاة العشائين وصلاة الصبح.. والإخفات في صلاة الظهرين؟ ما هي فلسفة هذا الحكم؟
*الجواب:
لعل الحكمة في غموض مثل هذه الأحكام هي أن يؤدّيها العبد بروح التعبُّد لله.. فهو اختبار من الله -عزّ وجل- للمكلَّف على درجة طاعته ومدى رفضه للطاعة إذا لم يقتنع. فلابد لنا إذن أن نتعلم بأننا عبيد الله، والعبيد مأمورون بتنفيذ كل ما يقوله لهم خالقهم الحكيم، وهو لا يقول إلا ما فيه الحكمة حتى لو عجزت عقول العبيد عن فهم السبب.
أفهل ثقتنا في الطبيب الذي يفعل بنا ما لا نسأله عن فلسفته أكبر من ثقتنا في الله الكبير المتعال؟!
* سؤال رقم (4): من الكويت.
ماذا أفعل مع زوجي وقد خانني مع إمرأة غيري.. ولديّ عليه أدلة؟!
* الجواب:
إذا كان متزوِّجًا من حلال فهذا لا يعتبر خيانة. وإذا كان من حرام فهو مرتكب لمعصية وحسابه على الله. وأنت ليس عليك إلا نصيحته بالنهي عن المنكر وبالأسلوب الذكيّ.
فكلمة الخيانة يا أختي الكريمة إنما تُقال للزوجة إذا ذهبت مع غير زوجها والعياذ بالله ولا معنى لها في مورد سؤالك.
*سؤال رقم (6): البحرين.
هل يجوز للشاب والشابّة أن يتحادثا مع بعض عبر الهاتف والواتساب مثلًا من غير عقدٍ شرعي ولا إذنٍ من أهلها وذلك بهدف التعرُّف الجادّ للزواج أو مشاريع علميّة أو أمور إجتماعيّة أو سياسية أو وظيفيّة؟
*الجواب:
أصل التحدُّث إذا لم يشتمل على محرّمات أخرى مثل الضّحك والتمايع بالكلمات وتبادل الصور والحديث حول الأمور المثيرة للشهوة لا إشكال فيه.
ولكن يجب أن لا تصل المحادثة إلى الصداقة فيستدرجهما الشيطان إلى ما ذكرنا من المحرّمات وخاصة التواعد والتلاقي في أماكن الخلوة وحتى لقاء المطاعم والكوستاكوفيهات مثلًا.. لأن الله تعالى حرّم ذلك وأسماه (الخدن) كما في اﻵية 25 من سورة النساء (وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٌٍ) والآية 5 من سورة المائدة (وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍَ).
هذا في البُعد الفقهي.. وأما من الناحية التربوية والأخلاقية واﻹجتماعية والعائلية فإن التجربة والشواهد الكثيرة أثبتت أن أغلب هذه المحادثات انتهت إلى:
+ تشويه سمعة الفتاة.
+ سقوطها في الفخّ.
+ تحقيرها لنفسها بعد الفشل أو معرفة أهلها إن كانت من عائلة ملتزمة دينيًّا.
+ بقاء صورة معيبة في ذاكرتها وحتى في ذاكرة الشاب عنها إن تمّ الزواج أو لم يتم.
كما أنّ الشيطان يبقى يوسوس في قلب كلٍّ منهما بأن الطرف ربما كان على علاقة مع غيري من قبل.. وعلاقة قابلة للتكرار فعلًا أو لاحقًا.
هكذا تهتزّ الثقة بين الطرفين ولن تستقر حياتهما نفسيًّا ويفتك بهما الشكّ.
لهذه النواحي كلما تكون الفتاة أبعد عن الشبهة كانت أفضل لنفسيّتها وشخصيّتها وقيمتها في عيون الناس وفي عين زوجها المستقبلي واستقرارها المعيشي. ومن هنا نعرف قيمة جواب مولاتنا سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء لما سألتها إحدى النساء ما هو أفضل شيء للمرأة؟ فقالت: “أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال”.
وتتأكّد أهمّية الإبتعاد عن العلاقات بين الجنسين أنّ زماننا كثرت فيه الذئاب وهم يلبسون ثوب الطيِّب الوديع.. بينما يرسمون للتسجيل الصوتي وتصوير المحادثات والتقاط الصور للتمسّك بها في اﻹبتزاز.. وكم قد أوقعوا البنات في صيد الرذيلة وأخسروهن سعادتهن إلى الأبد.
فالحذر واجبٌ ويبقى الإستثناء محدودًا إذا كان تحت علم الأهل أو اليقين بأن الشخص يخاف الله من كلّ حرام.
ويستثنى من هذا إتصال الفتاة بعالم الدين للسؤال الشرعي والمشورة ولكن بعد الإطمئنان في ورع العالم.. إذ يوجد علماء وصفهم القرآن الكريم: (كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ).
* سؤال رقم (5): من البحرين.
شيخنا الجليل عندي مشكلة حسّاسة مع زوجتي وتفاقمت في الفترة الأخيرة وسبّبت لنا مشاكل أخرى.. مشكلتي أنها تعاني من مرض يمنعني عن حقّي معها في الفراش بالقدر الذي أحتاجه!! فلما نتكلم في المشكلة ترد عليّ أني لا أستطيع فاذهب لغيري.
هي طيّبة ولم تقصّر في أيّ أمر وبيننا محبّة كبيرة إلا هذه المشكلة التي جعلتني أخاف على نفسي من الإنجرار إلى الحرام. أرشدوني إلى حلّ وأنا لكم من الشاكرين.
* الجواب:
حاوِل أن لا تُشغِل ذهنك بالجنس.. فمَن يفكّر فيه يثير نفسه فيرغب. وتجنّب مشاهدة المثيرات في التلفاز والشوارع وأكل ما يزيد في الرغبة. ولكن إذا كان ولابد فإنّ مِن حقك الشرعي الزواج المؤقت أو الدائم بالثانية.
وهنا إذا قرّرت فإني أنصحك بأمرين:
1. أن تأخذ رضا زوجتك قدر الإمكان بتفهيمها حالتك الخاصة مع بيان حكم الإسلام فيها وحكمته من أجل عدم الوقوع في الحرام.
2. إذا اتّجهتَ نحو زواج مؤقت فاختَر امرأةً نظيفة لا تجلب لك ولزوجتك أمراض الآخرين والأخريات، أو تكون سمعتها سيّئة فتنشر عنك ما يضر بسمعتك وتُدخِلك دوّامة المشاكل.
وأما إذا اتّجهتَ نحو زواج دائم فالأفضل أن تأخذ منها ومن زوجتك الأولى عهدًا مكتوبًا بالتفاهم (الأبديّ) بينهما أيضًا.. وإلا كتبتَ على نفسك الهلاك!!
ودمتَ سعيدًا…
9/ربيع الأول/1438
2016/12/9