شهداء القُدَيح وجرحاها…
عروجٌ وصلاةٌ والحسين!!
بيان بمناسبة الإعتداء على المصلّين في مسجد الإمام علي في بلدة القديح بمدينة (القطيف) المحروسة بإذن الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عزّوجل في محكم كتابه الكريم:
(وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
[سورة البقرة 154 – 157].
السلام على أهالينا الكرام في المنطقة الشرقية عامّة والقطيف خاصة والقديح بالأخص ولاسيما أهالي شهداء التفجير الجاهلي الذي تجاوز كل القيم الإسلامية والإنسانية ليبرز جانباً كبيراً من المفارقة بين الذين لا يرقى فِعلُهم أدنى معاني الشرف.. وبينكم وأنتم كالحسين سبط رسول الله في الصبر والثبات والحكمة والشجاعة…
إننا بقلوب ملؤها الحزن البشري والعزّة الإبائية التي تعلّمناها من محمد الحبيب وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس.. نرفع إليكم أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات أسمى آيات المواساة في هذا المصاب الجلل.. وكلّنا في ظلّ الإيمان بقضاء الله وقدره أَمَلٌ واعد وروحٌ متعالية نواجه بهما مصائب الدنيا الدنيّة ووحوشها المتلبّسة بجلود البشر.
سائلين من الله جلّ جلاله أن يمنح الصابرين في سبيله المزيد من الإيمان بالحق والصبر عليه.. وأن يحشر هذه الكوكبة من قافلة الشهداء المظلومين مع شهداء الإسلام الأوائل واللاحقين بهم في الأزمنة كلّها.. وأن يولي جرحى الحادث هذا شفاءاً عاجلاً.. ويحفظكم جميعاً من كل سوء.. ويبعد الشرّ عن أمّة القرآن وأحبّة الرسول الأكرم سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) في كل مكان.
وبهذه المناسبة نهيب بعلماء الدين الحكماء وجميع المثقفين المهتمّين والوجهاء والشباب الواعين في المنطقة الشرقية الغالية بوقفة تاريخية مسؤولة تصنع لبلدهم مستقبلاً زاهراً في ظلّ العدالة والأخوة والسلم الأهلي والأمن الإجتماعي.. وأهم عناصر هذه الوقفة في تصوّرنا.. هو ضبط النفس والإتحاد والتشاور لدراسة الموقف وبلورة الإستعدادات اللازمة لكل طارئ مماثل على خط الأحداث المتصاعدة في عموم المنطقة. والله المستعان.
دمتم سالمين وإلى الخير داعين…
أخوكم الفقير إلى الله الغني:
عبدالعظيم المهتدي البحراني
3/ شعبان/ 1436
22/5/2015