*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (23)
*سؤال رقم (1): من الكويت.*
إنّي ذاهب إلى حجّ بيت الله الحرام، بماذا توصيني شيخنا الفاضل؟
*الجواب:*
أوصيك بحجّ العارفين، فإنّ الأجر على قدر المعرفة. وهو أن تبدأ مناسك حجّك بالمعرفة الإيمانيّة على صعيد الإعتقادات، والمعرفة الفقهيّة على صعيد الأحكام، والمعرفة الفكريّة على صعيد وعي الحكمة من كلّ منسكٍ تقوم به.
بهذا حاوِلْ التركيز على أن تعود إلى بيتك وأنت قد ذبحتَ أنانيّتك في اليوم العاشر مع ذبحك للأُضحية، وإلا لكانت تلبيتك لنفسك لا لله ثم قال الله لك: لا لبّيْك ولا سَعْدَيْك.
*سؤال رقم (2): من البحرين.*
أنا فتاة جامعيّة ملتزمة ولله الحمد، أريد منكم التفكير بجدٍّ حول مظاهر التبرّج والميوعة لدى الطالبات في الجامعة، ولا كأنهنّ جِئْن للدراسة، وأسفي شديد على بعض المتحجّبات وهنّ لا يعرفن عن الدّين والعقيدة أبسط مسائلها، لا يعرفن شيئًا عن أدلة وجود الله وعن تاريخ النبي وأهل بيته، ولا يفهمن شيئًا عن الآخرة، وقبل يوم استهزأتْ إحداهنّ بالشعائر الحسينيّة وهي على رأسها حجاب لا تُرى منها شعرة واحدة ولكن يدها مكشوفة إلى المرفق والبنطلون مخصَّرة.. تناقض في تناقض!!
يجلسن مع الشباب ويضحكن معهم وهم كذلك!!
ماذا سيكون مستقبلنا مع هذا الجيل المستهتر الجاهل؟ وكيف سيربّون أطفالهم ويكونوا صالحين؟
إسمحْ لي شيخنا أنّهن من جماعتنا (الشيعة) ولا أرى بنات (السنّة) هكذا إلا قليلًا جدًّا.
*الجواب:*
إنّ مَن تكون هذه صفاته فهو ليس بشيعي، “إنما شيعة عليّ مَن عَفَّ بطنُه وفَرْجُه ، واشتدّ جهادُه ، وعَمَلَ لخالقِه ورجا ثوابَه ، وخافَ عقابَه…”.
هذا كلام الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) الذي يقول أيضًا: “ليس منّا ولا كرامةَ مَن كانَ في مِصْرٍ فيه مئةُ ألفٍ أو يَزيدون، وفيهِم مَن هُوَ أوْرَعُ منه”.
نعم.. صار بعض الشباب والشابّات المحسوبين على الشيعة (إسمًا) ضحايا مخططات العدوّ في ترويج السّلوك البهيمي بينهم.
هذا المخطط يستهدف كلّ المسلمين شيعة وسنّة، ولكنّ الشيعة على نحوٍ خاصّ لأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم!
أشكرك يا إبنتي النّبيهة على رسالتك التي زادتني ألمًا فوق ألمي كما زادتني معلومات فوق معلوماتي، ولكنْ ماذا بأيدينا وقد (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
ليس أمامنا سوى التصعيد في العمل التثقيفي لتوعية جيل الشباب بدين الإسلام الصحيح الذي أصبح مُستهدَفًا أيضًا بالتحريف الممنهج، وهذا يستوجب البحث عن فقهاء واعين وعلماء ربّانيين للأخذ منهم ونشر توجيهاتهم.
*سؤال رقم (3): من البحرين.*
قرأتُ أنّ المرجع السيستاني يحرّم لعب (البيليارد) إذا كان رهان بين لاعبيه، بل وبدونه إنْ عُدّتْ لعبة قماريّة -حسب ما وصلني-.
فما هو رأي المرجع الشيرازي؟
لأننا مجموعة من الشباب صراحة نلعب (البيليارد) ونتشارط على المغلوب أن يعشّينا مثلًا.
*الجواب:*
الأهمّ من قول المراجع (حفظهم الله) هو ما قاله الله تعالى: (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۚ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ).
إسألوا أنفسكم أيّها الشباب:
هذا اللعب وأمثاله كالشطرنج وكالإفراط في لعب الكرة هل يصنع منكم رجالًا تتقدّم بهم الأوطان والأمّة وإسلامها؟
هل في الليلة الأولى من القبر بعد عمرٍ طويل -إن شاء الله- وفي يوم القيامة ينفعكم هذا اللّعب الذي غالبًا ينسيكم الصلاة في أوقاتها ويبعدكم عن المساجد ويلهيكم عن الدراسة والأسرة والحركة الإنتاجيّة؟
أتمنّى منكم بكلّ تواضع أن تقلعوا عن عادات يحبّها الشيطان وإلا فلا تلوموا إلا أنفسكم حين تفشلوا في الحياة وتتألّموا في الأزمات.
*سؤال رقم (4): من السعودية.*
مَن هُمُ المقصودون من اللّعن في زيارة عاشوراء: الأوّل ثمّ الثاني والثالث والرابع؟
*الجواب:*
لو كان ذِكرُ أسمائهم في العلن ضروريًّا لذَكَرَهم أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) الذين “الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مارِقٌ، وَالْمُتَاَخِّرُ عَنْهُمْ زاهِقٌ، وَاللاّزِمُ لَهُمْ لاحِقٌ”.
فليس من البطولة أن نكشف عن الأسماء وهم لم يكشفوها!!
إنّما هذا نهج المتطرّفين الذين لا يفقهون أنّ الكناية غالبًا مّا تكون أبلغ من التصريح، وتشكّل دافعًا أقوى للأشخاص في البحث بأنفسهم من دون لحوق ضرر بالشيعة!
وهنا إذا عرف الإنسان المقصودين في تلك العبارة فليلعنهم بأسمائهم في خلوته مع الله تعميقًا لحالة البراءة منهم. أمّا أن يمشي ويوزّع اللّعنات بالإسم حسب مزاجه المنفلت فهذا خلاف التأسّي بالنبيّ وأهل بيته وخلاف العمل بالقرآن الكريم الذي يلعن من غير ذكر الأسماء.
*سؤال رقم (5): من الكويت.*
هل الزوجة إذا غضبتْ وذهبتْ إلى بيت أبيها يجب على الزوج إرجاعها أم هي تتحمّل غلطتها وعليها أن ترجع؟
*الجواب:*
إنطلاقًا من كلام مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): “ثلاثةٌ تدلّ على كَرَمِ المرء: حُسْن الخُلْق وكَظْم الغَيْظ وغَضّ البَصَر” أرى واجبَيْن هنا:
1/ واجب شرعي، وهو أن ترجع هي بنفسها إذا كانت مخطئة ولم تكن أنت قد ظلمتَها وكنتَ السبب في غضبها.
2/ واجب أخلاقي، وهو أن تشتري باقة ورد وتذهب إليها وتطرق الباب عليها فتقول لها: يا بنت الحلال إرجعي (أحسن لك) وإلّا في المرّة الثانية لن تحصلي على وردة!!
*سؤال رقم (6): من البحرين.*
أنا مدير مؤسّسة، يعمل تحت إدارتي عدد من الموظفين، أحيانًا أضطر إلى اتخاذ قرارٍ بإنهاء خدمة الموظف نظرًا لأدائه الوظيفي الضعيف أو لبعض المشاكل التي يسبّبها في المؤسسة.
ما هو حكم الشرع هنا وماذا تقترحون؟
*الجواب:*
نقترح التدرّج الآتي مع الموظّف:
•أوّلاً.. نصيحته بلطف.
•ثانيًا.. تحذيره بالفصل.
•ثالثًا.. مجموعة عقوبات تأديبيّة مثل تنزيل درجته الوظيفيّة، أو قطع نسبةٍ من راتبه، أو حرمانه من الترقيات وعدم إعطائه مكافئات. مع توجيهه بأنّ هذه العقوبات من أجل أن يغيّر سلوكه قبل أن يصل القرار إلى الفصل.
ولمّا لم ينفع معه كلّ ذلك وكان وجوده يُشكِّل ضررًا على المؤسسة أو عليك كمدير فإنّ الفصل يكون في محلّه وهو حقّك.
*سؤال رقم (7): من الكويت.*
شخصٌ أمواله مخلوطة من الحرام والحلال، وربما جانب الحرام كان هو الغالب، فيتبرّع منها لإحياء ما يتعلّق بالقضايا الحسينيّة في أيّام محرّم.. فهل يجوز أخذها منه؟
*الجواب:*
إذا احتملتُم وجود مالٍ حلال في ذلك المال يكفي هذا في جواز الأخذ منه للأمور الخيريّة والشعائريّة.
*سؤال رقم (8): البحرين.*
نحن أفرادٌ من عائلةٍ واحدة ومع الأصهار أيضًا نقلّد عدّة مراجع وعلاقاتنا حلوة في البيت وحين التزاور، ونستغرب بشدّة ممّا نسمع عن خلافات بين الناس بسبب التقليد تصل إلى حدّ النزاع والتباغض والقطيعة!!
سؤالي منكم شيخنا.. هل المراجع يدرون عمّا يجري بين أتباعهم من سفاهات؟
*الجواب:*
هنيئاً لكم بهذا التعايش وهذا النُّضج والرقيّ.. عاشتْ أيامكم بخير وسعادة.
نعم المراجع يدرون حال الناس ولكن ربما ليس بالتفاصيل التي نعرفها وتعرفونها.
ها نحن نتمنّى للجميع تفعيل هذه التاءات الأربعة: {التزاور، والتفاهم، والتسامح، والتعاون} تطبيقًا لقول الإمام الصادق (ع): “تَزَاوَرُوا، فإنَّ في زيارَتِكُم إِحياءً لِقُلوبِكُم، وَذِكراً لأحَادِيثِنَا، وأحاديثُنا تعطفُ بعضَكم عَلى بعضٍ، فإنْ أَخذتُم بِها رُشِدتُم وَنَجَوتُم، وإِن تَرَكتُمُوهَا ظَلَلتُم وهَلَكتُم، فَخُذُوا بِها وأنَا بِنَجَاتِكُم زَعِيم”.
ولا شكّ لو أنّ المراجع الأجلّاء كانوا يلتقون ببعضهم لَتعلَّم منهم مقلِّدوهم ثقافة التلاقي التي يقول عنها المرجع الشيرازي (حفظه الله): كلّ شيء في الشيعة جيّد سوى غياب التعايش بينهم!!
√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.